أوضح فريق متعدد التخصصات من الباحثين في جامعة لوفان البلجيكية، في دراستهم المنشورة في مجلة "Seal Metabolism" الآلية البيوكيميائية التي تسمح لحمض دوكوساهيكسانويك" أو (DHA) بإبطاء تطور الأورام.
في عام 2016، اكتشف فريق جامعة لوفان بقيادة أوليفييه فيرون، المتخصص في علم الأورام، أن الخلايا السرطانية الموجودة في بيئة غنية بالدهون تستبدل الغلوكوز أو السكر بتلك الدهون لاستخدامها كمصدر للطاقة من أجل التكاثر.
واقترح الباحثون في تلك الفترة تقييم سلوك الخلايا السرطانية بوجود أحماض دهنية مختلفة، وفي خلال الخمسة أعوام الماضية، قيم الفريق البحثي سلوك الخلايا السرطانية في كل أنواع الأحماض الدهنية الـ20، وتوصل الفريق العلمي إلى أن الخلايا السرطانية استجابت بطرق مختلفة تماما وفقا للأحماض الدهنية التي تمتصها، فيما تعزز بعض الأحماض الدهنية الخلايا السرطانية وتساعدها على الانتشار.
وكانت المفاجأة أن اكتشف الباحثون أن حمض دوكوساهيكسانويك" (DHA) ينجح في تسميم الخلايا السرطانية بشكل كامل وقتلها خلال أسابيع قليلة.
ويعمل السم الموجودة في حمض (DHA) على الخلايا السرطانية من خلال ظاهرة تسمى "ferroptosis"، وهو نوع من موت الخلايا يرتبط ببيروكسيد بعض الأحماض الدهنية، وكلما زادت كمية الأحماض الدهنية غير المشبعة في الخلية زادت مخاطر تأكسدها.
وعادة في الحيز الحمضي داخل الأورام، فإن الخلايا تخزن هذه الأحماض الدهنية في قطرات دهنية، وهو نوع من الحزم التي تحمي فيها الأحماض الدهنية من الأكسدة، وفي ظل وجود كمية كبيرة من حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، فإن الخلايا السرطانية تغرق، ولا تستطيع تخزين حمض الدوكوساهيكسانويك، الذي يتأكسد ويؤدي إلى موت الخلايا.
وباستخدام مثبط استقلاب الدهون الذي يمنع تكوين قطرات الدهون في الجسم، تمكن معدو الدراسة من ملاحظة تضخم ظاهرة تسمم الخلايا السرطانية بحمض (DHA) بشكل أكبر، وهو ما يفتح باب الأمل في إيجاد علاج لمرضى الأورام السرطانية.
وتعتبر "الأحماض الدهنية الجيدة" ضرورية لصحة الإنسان، ويطلبها كثيرا أولئك الذين يحاولون تناول الطعام الصحي، كما أنها ضرورية لوظيفة المخ والرؤية وتنظيم الظواهر الالتهابية.
المصدر: سبوتنيك