ونُشرت نتائج الدراسة التي أجريت من قبل علماء من معهد كيربي في جامعة نيو ساوث ويلز سيدني ومركز بيتر ماك كالوم للسرطان، في مجلة Nature Medicine.
وفي هذه الدراسة الرائدة عالميا، قام فريق البحث بتقييم التغيرات الجينية المرتبطة بالعمر في أكثر من 400 مشارك من تسعة مواقع في المستشفيات والممارسات المجتمعية. كان نصف المشاركين مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، ونصفهم الآخر لم يكن كذلك.
ووجدت الدراسة أن الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية لديهم معدل أعلى من تكوّن الدم النسيلي (CH)، وهي حالة شائعة بين كبار السن بسبب طفرة جينية في عدد صغير من خلايا الدم الجذعية.
وتقول الدكتورة نيلا ظهران من معهد كيربي، والمؤلفة الرئيسية المشاركة في الدراسة: "يعاني واحد من كل عشرة من كبار السن من هذه الطفرات في خلايا الدم، لكن دراستنا وجدت أن واحدا من كل خمسة أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لديه هذه الطفرات".
وأضافت: "نظرا لأن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الدم أكثر من عامة السكان، فإن هذه النتيجة تشير إلى مسارات جديدة وراء تطور الحالات الطبية لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وقد تساعد في المستقبل في تحديد التدابير الوقائية للحد من هذه الحالات وتحسين الصحة من كبار السن المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية".
وتابعت: "الخبر السار هو أن المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يعيشون لفترة أطول على الصعيد العالمي، وتتزايد أهمية مسألة كيفية تأثير فيروس نقص المناعة البشرية على عملية الشيخوخة، وما يمكننا القيام به لتحقيق أقصى قدر من الصحة ونوعية الحياة لكبار السن المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية".
العلاقة بين الالتهاب والشيخوخة وفيروس نقص المناعة البشرية
وفقا لفريق البحث، يتمحور هذا الاكتشاف حول العلاقة بين فيروس نقص المناعة البشرية والالتهاب والشيخوخة.
ويهاجم فيروس نقص المناعة البشرية الخلايا الموجودة في الغدد الليمفاوية والأنسجة اللمفاوية، ما يسبب الالتهاب. بينما يؤدي علاج فيروس نقص المناعة البشرية إلى إبطاء هذه العملية، وقد يظل الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية يعانون من مستويات التهاب أعلى من الأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
ويقول الدكتور بول ييه، من مركز السرطان Peter MacCallum، وهو أيضا مؤلف مشارك في الدراسة: "وجدت دراستنا أن المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وتكوّن الدم النسيلي لديهم علامات التهاب أعلى، ما يشير إلى أن الالتهاب المزمن الأساسي الذي يظهر لدى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية قد يخلق بيئة تسهل ظهور طفرات تكوّن الدم النسيلي. ونظرا لأن الالتهاب يزداد كجزء من عملية الشيخوخة، فقد يكون لدى كبار السن المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية عوامل خطر متعددة لتطوير تكوّن الدم النسيلي".
وتلقي الدراسة ضوءا جديدا على العمليات البيولوجية التي تحدث لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في السن، ويحدد اتجاهات البحوث المستقبلية.
وأوضح الدكتور ييه: "لقد أظهر بحثنا أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لديهم فرصة متزايدة لتطوير طفرات تكوّن الدم النسيلي. والأهم من ذلك، في هذه الدراسة، لم نجد أن المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وتكوّن الدم النسيلي لديهم نتائج صحية أكثر سلبية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث".
المصدر: ميديكال إكسبريس