وهو مرض تنكس عصبي عانى منه عالم الفيزياء الفلكية الراحل، ستيفن هوكينج. ونُشرت نتائج بحثهم في مجلة Nature Medicine العلمية.
وقال أحد مؤلفي البحث وكبير الباحثين في المعهد الأمريكي القومي لدراسة السكتة الدماغية وأمراض الأعصاب، كارستن بينمان:" عادة ما يصيب التصلب الجانبي الضموري البالغين ، لكننا تمكنا من اكتشاف شكل غير معروف سابقا من المرض الذي يصيب الأطفال. ومن خلال دراسة الطفرات المرتبطة به، اكتشفنا لأول مرة أن التصلب الجانبي الضموري يمكن أن يحدث نتيجة لاضطرابات دورة الدهون في جسم الإنسان".
يذكر أن التصلب الجانبي الضموري هو مرض خطير وغير قابل للشفاء يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤدي إلى شلل الأطراف وضمور العضلات. ويتوفى المرضى عادة من فشل الرئتين بعد مرور فترة عامين إلى 5 أعوام من التشخيص. لكن العالم، ستيفن هوكينج ومواطنه، عازف الجيتا، جيسون بيكر، تمكنا من تجنب ذلك بسبب التباطؤ الحاد في تطور المرض. وقاوما العالم المرض لمدة نصف قرن وهو يفقد تدريجيا ما تبقى لديه من القدرة على التحرك إلى أن توفي في مارس عام 2018 بسبب توقف التنفس.
واكتشف، بينمان وزملاؤه شكلا غير معروف سابقا من مرض التصلب الجانبي الضموري، تظهر علاماته الأولى في الطفولة والمراهقة. وقد حققوا هذا الاكتشاف من خلال دراسة الأمراض العصبية الفسيولوجية من الصعب تفسيرها والتي سجلت لدى الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم.
وعند تحليل التقاريرالطبية، اكتشف العلماء 11 حالة متشابهة من حيث أعراضها ووقت ظهورها وطبيعتها. وفقد تدريجيا جميع حاملي هذا المرض الغامض السيطرة على عضلاتهم في العقدين الأولين من العمر، مما أدى بنهاية المطاف إلى تقيدهم بكرسي متحرك وجعلهم غير قادرين على التنفس بمفردهم.
بشكل عام، تشبه طبيعة تطور هذا المرض كيفية ظهور التصلب الجانبي الضموري، ولكن في هذه الحالة لم تظهر أعراضه الأولى في سن 40-60 عاما ، بل ظهرت في السنة الرابعة من العمر. بالإضافة إلى ذلك، فإن حامليه نادرا ما ماتوا بسرعة وفي بعض الحالات عاشوا لمدة عدة عقود بعد فقدان القدرة على الحركة. وجمع العلماء عينات من الحمض النووي للأطفال المرضى ودرسوا بنية جيناتهم.
واتضح أن جميع حاملي هذا النوع من المرض البالغ عددهم 11 شخصا لديهم طفرة في جين SPTLC1 لم تكن مرتبطة بمرض ستيفن هوكينغ من قبل. وهذا القسم من الحمض النووي مسؤول عن تجميع جزيئات الإنزيم التي تشارك في تخليق ما يسمى بـ (سفينجوليبيد) بصفتها جزيئات دهنية تلعب دورا هاما في تبادل إشارات كيميائية بين الخلايا.
وخلافا لحالات مماثلة أخرى، فإن الطفرة SPTLC1 لم تعطل هذا الجين، بل زادت من نشاطه، وتحتوي خلايا ناقلاته على عدد كبير من الشحميات السفينجولية.
وبناء على هذا الاكتشاف، استعاد علماء الأحياء النشاط الطبيعي لخلايا المرضى باستخدام جزيئات الحمض الربوي القصيرة التي تقلل من مستوى نشاط جين SPTLC1 .
وقال الباحث:" أظهرت نتائج هذه التجارب أنه في المستقبل القريب سنكون قادرين على علاج هؤلاء المرضى بمساعدة طرق العلاج الجيني الدقيق. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نبحث الآن عن طرق أخرى لتقليل نشاط SPTLC1، ما سيؤدي إلى إنقاذ حياة حاملي هذا النوع من التصلب الجانبي الضموري".
المصدر: تاس