وفي حين أن معظم الناس يعتقدون أن عقار MDMA مخدر غير مشروع، إلا أن البحث في المادة الكيميائية ذات التأثير النفساني وقدرتها على تحسين نتائج المرضى بأشكال مختلفة من الاضطراب، مستمر منذ سنوات.
ويظل عقار MDMA أحد الأدوية المدرجة في الجدول الأول في الولايات المتحدة، والذي يصنفه على أنه ليس له فائدة طبية ملحوظة، على الرغم من وصف إدارة الأغذية والأدوية لعام 2017 بأنه "علاج هام" لاضطراب ما بعد الصدمة.
ومع ذلك، في هذه المرحلة الثالثة من التجربة الأخيرة، على مدى ثلاث جلسات، كان المرضى الذين تناولوا عقار MDMA أثناء علاجهم أقل عرضة بنسبة 35٪ للتشخيص لاحقا باضطراب ما بعد الصدمة من أولئك الذين تناولوا العلاج الوهمي.
وبالإضافة إلى ذلك، بعد شهرين من انتهاء التجربة، شهد 88٪ من المشاركين في العلاج بمساعدة MDMA انخفاضا ملحوظا سريريا في أعراضهم، وهو تحسن بنسبة 28٪ عن أولئك الذين تلقوا علاجا وهميا فقط.
ويقول ريك دوبلين، المدير التنفيذي للجمعية متعددة التخصصات للدراسات النفسية (MAPS): "بعيدا عن عدم وجود فائدة طبية، فإن عقار MDMA، عند دمجه مع العلاج بالكلام في هذا البروتوكول، لديه القدرة على تحفيز العملية العلاجية وتحقيق نتائج إيجابية في الصحة العقلية".
وما تزال الآلية الدقيقة التي يتحد بها عقار MDMA مع العلاج لتحقيق نتائج أفضل غير واضحة، على الرغم من أن البعض تكهن أنه قد يزيد من تحمل المريض عند التفكير في تجاربهم المؤلمة، ما يسمح لهم بالتعمق بشكل أكثر مع عواقب سلبية محدودة.
وفي السابق، على مدار 12 شهرا خلال المرحلة الثانية من التجارب السريرية، لم يعد 67٪ من المرضى الذين خضعوا لجلستين إلى ثلاث جلسات من العلاج بمساعدة MDMA تظهر عليهم علامات اضطراب ما بعد الصدمة، مقارنة بـ 23٪ فقط من مجموعة التحكم.
وفي تجارب المرحلة الثالثة، جرى تقسيم 90 مشاركا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة الحاد والمزمن إلى مجموعتين مزدوجتين، حيث تم تزويد مجموعة واحدة بثلاث جلسات علاج بمساعدة MDMA، بينما تلقت الأخرى علاجا وهميا.
ووجد الباحثون "انخفاضا كبيرا وقويا لأعراض اضطراب ما بعد الصدمة" على مدار الدراسة التي استمرت 18 أسبوعا.
وتقول أخصائية الأعصاب جينيفر ميتشل، من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: "في حين أن العديد من أشكال علاج اضطراب ما بعد الصدمة تتضمن تذكر الصدمات السابقة، فإن القدرة الفريدة لـ MDMA على زيادة التعاطف والتفاهم مع كبح الخوف، هي على الأرجح يمكن أن تكون فعالة للغاية".
ولم يختبر المعدون العلاج بمساعدة MDMA ضد التدخلات الصيدلانية الأخرى، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، على الرغم من أنه من المعروف أن لها قيودا شديدة في الفعالية وملاءمة أوسع بين مجموعات متنوعة من مرضى اضطراب ما بعد الصدمة.
وبغض النظر، يظل الباحثون متفائلين بأن MDMA يمكن أن يتم تتبعه سريعا للحصول على موافقة إدارة الأغذية والأدوية في أقرب وقت ممكن بحلول عام 2023.
ويأتي النصف الثاني من المرحلة الثالثة من التجربة قيد التنفيذ بالفعل، وسيشمل 50 مريضا إضافيا، بينما سيتم مراقبة المشاركين الأوائل كجزء من البحث طويل المدى.
المصدر: RT