وأشارت شانا سوان، عالمة الأوبئة البيئية والتناسلية في كلية الطب في ماونت سيناي في نيويورك، في كتاب جديد، إلى أن أزمة الخصوبة الوشيكة تشكل تهديدا عالميا يمكن مقارنته بأزمة المناخ.
وتحذر شانا سوان، من أن عدد الحيوانات المنوية ينخفض في جميع أنحاء العالم، وبحلول عام 2045 يمكن أن يقترب متوسط عدد الحيوانات المنوية للرجل من الصفر، "وهذا مثير للقلق قليلا، على أقل تقدير".
وكتبت سوان والمؤلف المشارك ستايسي كولينو كتابا يحذر من أزمة الخصوبة، بعنوان: "العد التنازلي: كيف يهدد عالمنا الحديث أعداد الحيوانات المنوية، ويغير النمو التناسلي للذكور والإناث، ويعيق مستقبل الجنس البشري".
وحذر الثنائي في الكتاب، من أن إجمالي عدد الحيوانات المنوية في العالم الغربي انخفض بنحو 59% في السنوات بين 1973 و2011.
وقالت سوان لموقع Axios: "إذا نظرت إلى منحنى عدد الحيوانات المنوية وسحبته للأمام، سيصل إلى الصفر في عام 2045".
وتقر سوان بأن رسم خط على الرسم البياني يمكن أن يكون "محفوفا بالمخاطر بعض الشيء" عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بالمستقبل، ولكن نظريا، لن يكون لدى الرجل العادي بعد 25 عاما من اليوم أي حيوانات منوية قابلة للحياة. وتصف هذه الإحصائية بأنها "مقلقة".
وحتى اليوم، تقريبا، نصف دول العالم لديها معدلات خصوبة أقل من 2.1، العدد المطلوب للحفاظ على استقرار أو نمو عدد السكان. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى ثلثي الدول.
وتقول سوان إن هناك العديد من الدوافع لهذا الاتجاه المزعج. يرتبط بعضها بنمط الحياة وتوازن مختلف تماما بين العمل والحياة عن الأجيال السابقة، لكنها تضيف أن التلوث عامل مهم أيضا.
وأوضحت أن المواد الكيميائية الموجودة في البيئة "تخل بالتوازن الهرموني، وتتسبب في درجات مختلفة من الفوضى التناسلية".
وتلقي سوان باللوم على "المواد الكيميائية الموجودة في كل مكان"، في البلاستيك ومستحضرات التجميل والمبيدات الحشرية، والتي تؤثر على الغدد الصماء، مثل الفثالات وbisphenol-A.
وأضافت أيضا أن عوامل مثل تدخين التبغ والحشيش وزيادة انتشار السمنة تلعب دورا.
وتقترح سوان أن هذه العوامل مجتمعة يمكن أن تكون وراء الارتفاع الملحوظ في عدد الأولاد الذين يولدون بتشوهات كبيرة في الأعضاء التناسلية، وزيادة أعداد حالات الإجهاض.
وصرحت سوان بأنه يمكن القول إن البشر يلبون بالفعل ثلاثة من المعايير الخمسة للأنواع المهددة بالانقراض، وهي: تدمير بيئتهم، وعدم كفاية الآليات التنظيمية، وعوامل من صنع الإنسان التي تؤثر على استمرار وجوده.
المصدر: ديلي ستار