ونظر الخبراء الأمريكيون في المعلومات الغذائية من 3 دراسات واسعة النطاق لأمراض القلب في الولايات المتحدة، تصل إلى أكثر من 21000 بالغ أمريكي.
وبشكل عام، وجدوا أن زيادة استهلاك القهوة المحتوية على الكافيين مرتبط بتقليل خطر الإصابة بفشل القلب على المدى الطويل.
وتضيف النتائج إلى مجموعة كبيرة من الأدلة على أن للقهوة بالفعل فوائد صحية - طالما أنها لا تستهلك بكميات كبيرة أو مع وفرة من السكر والقشدة.
وفي حين أن الدراسة لم تبحث في السبب وراء الارتباط، يقترح الباحثون أن مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة قد تساعد في تقليل الالتهاب والحماية من الأمراض.
وفي عام 2019، وجدت دراسة أجرتها جامعة جنوب أستراليا أن شرب أكثر من ستة أكواب في اليوم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 22٪.
وفي العام السابق، كشفت أبحاث الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن شرب ثلاثة فناجين من القهوة يوميا، يمكن أن يقلل من مخاطر الخفقان بنسبة 13%- وأن ما يصل إلى ستة أكواب يوميا آمن.
وقال ديفيد كاو، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة كولورادو، ومعد هذه الدراسة الجديدة: "كان الارتباط بين الكافيين والحد من مخاطر قصور القلب مفاجئا. وغالبا ما يعتبر عامة الناس أن القهوة والكافيين ضاران بالقلب لأن الناس يربطونهما بخفقان القلب وارتفاع ضغط الدم وما إلى ذلك. والعلاقة المتسقة بين زيادة استهلاك الكافيين وتقليل مخاطر قصور القلب، تقلب هذا الافتراض رأسا على عقب".
وقال الدكتور كاو إنه لا توجد أدلة واضحة كافية حتى الآن للتوصية بزيادة استهلاك القهوة لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، بالقوة واليقين نفسهما مثل التوقف عن التدخين أو فقدان الوزن أو ممارسة الرياضة.
ويعد مرض الشريان التاجي وفشل القلب والسكتة الدماغية، من بين الأسباب الرئيسية للوفاة من أمراض القلب في الولايات المتحدة.
وقال البروفيسور كاو: "بينما يعد التدخين والعمر وارتفاع ضغط الدم من بين أكثر عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب المعروفة، ما تزال هناك عوامل خطر غير معروفة للإصابة بأمراض القلب".
ومن أجل دراستهم، قام الباحثون بالتحقيق في تناول القهوة عبر 3 دراسات أمريكية طويلة المدى - دراسة فرامنغهام للقلب (FHS) ودراسة القلب والأوعية الدموية (CHS) ومخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات (ARIC).
وتضمنت كل دراسة ما لا يقل عن 10 سنوات من المتابعة، وبشكل جماعي، قدمت الدراسات معلومات حول أكثر من 21000 مشارك بالغ في الولايات المتحدة.
واستخدم الفريق أيضا التعلم الآلي من خلال منصة الطب الدقيق، منصة مشاركة البيانات المستندة إلى السحابة التابعة لجمعية القلب الأمريكية، والمدعومة من Amazon Web Services.
ولتحليل نتائج شرب القهوة المحتوية على الكافيين، صنف الباحثون الاستهلاك على أنه 0 أكواب في اليوم، وكوب واحد في اليوم، وكوبان في اليوم، و3 أكواب في اليوم.
وعبر الدراسات الثلاث، أبلغ عن استهلاك القهوة ذاتيا، ولم تتوفر وحدة قياس معيارية.
وفي جميع الدراسات، كان الأشخاص الذين أبلغوا عن شرب كوب واحد أو أكثر من القهوة المحتوية على الكافيين، يعانون من انخفاض خطر الإصابة بفشل القلب على المدى الطويل - على الرغم من عدم تحديد السبب والنتيجة.
وفي دراستي FHS و CHS، انخفض خطر الإصابة بقصور القلب على مدار عقود بنسبة 5 إلى 12% لكل فنجان يوميا، مقارنة بعدم استهلاك القهوة.
وفي غضون ذلك، في مركز ARIC، لم يتغير خطر الإصابة بقصور القلب بين 0 إلى 1 فنجان قهوة يوميا.
ومع ذلك، كان الخطر أقل بنحو 30% لدى الأشخاص الذين شربوا كوبين على الأقل يوميا.
وتضمنت النتائج الأخرى التي توصلت إليها FHS، أن شرب القهوة منزوعة الكافيين يبدو أن له تأثيرا معاكسا على خطر الإصابة بقصور القلب من خلال زيادة مخاطر الإصابة بقصور القلب بشكل كبير.
ومع ذلك، في CHS، لم يكن هناك زيادة أو نقصان في خطر الإصابة بفشل القلب المرتبط بشرب القهوة منزوعة الكافيين.
وعندما تمعن الباحثون في هذا الأمر أكثر، وجدوا أن استهلاك الكافيين من أي مصدر - وليس فقط من القهوة - يبدو مرتبطا بانخفاض خطر الإصابة بقصور القلب.
ووجد الفريق أن الكافيين كان على الأقل جزءا من سبب الفائدة الواضحة من شرب المزيد من القهوة.
وتشمل قيود الدراسة التي ربما تكون أثرت في النتائج، الاختلافات في طريقة تسجيل شرب القهوة ونوع القهوة المستهلكة.
وقد تؤدي طرق تحضير القهوة بالتنقيط أو الترشيح أو الضغط الفرنسي أو الإسبرسو، إلى مستويات مختلفة من المركبات الكيميائية المفيدة في القهوة حتى لو قُدّمت بالحجم نفسه.
ولم يُحدد أصل حبوب البن، وما إذا كانت القهوة مصفاة أو غير مصفاة، هي تفاصيل أخرى لم تُحدد.
وقد يكون هناك أيضا تباين فيما يتعلق بقياس الوحدة لفنجان واحد من القهوة، مثل عدد الأوقية الموجودة لكل فنجان.
كما قدمت الدراسات الأصلية معلومات مفصلة عن القهوة التي تحتوي على الكافيين أو منزوعة الكافيين، ما يعني أن هذه النتائج قد لا تنطبق على مشروبات الطاقة والشاي والصودا وغيرها من المواد الغذائية التي تحتوي على الكافيين، بما في ذلك الشوكولاتة.
وقال بيني إم كريس إثيرتون، أستاذ التغذية في كلية الصحة والتنمية البشرية بجامعة ولاية بنسلفانيا: "يمكن أن تكون القهوة جزءا من نمط غذائي صحي إذا استهلكت من دون سكر مضاف ومنتجات الألبان عالية الدسم مثل الكريمة. وخلاصة القول - استمتع بالقهوة باعتدال كجزء من نمط غذائي صحي للقلب يفي بالتوصيات الخاصة بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم/الخالية من الدسم، وأيضا منخفضة في الصوديوم والدهون المشبعة والسكريات المضافة. ومن المهم أن تضع في اعتبارك أن الكافيين منبه وأن تناول الكثير منه قد يخلق مشكلة ويسبب التوتر ومشاكل النوم".
ونُشر البحث في Circulation: Heart Failure، وهي مجلة لجمعية القلب الأمريكية.
المصدر: ديلي ميل