ونظر باحثون من جامعة ولاية أوهايو في بيانات جيلين من الناس من فرامنغهام، وهي مدينة في ماساتشوستس، تتراوح أعمارهم بين 31 و80 عاما.
ووجدوا أن الأشخاص الذين بدأوا في سن الرشد بوزن طبيعي، ثم أصبحوا زائدي الوزن فيما بعد - لكنهم لم يعانوا من السمنة - يميلون إلى العيش لفترة أطول.
وبشكل مثير للدهشة، عاش البالغون الذين ينطبق عليهم هذا التعريف لفترة أطول من البالغين الذين كان وزنهم في المعدل الطبيعي طوال حياتهم.
ووجدت الدراسة أن جيل الشباب اليوم أصبح يعاني من زيادة الوزن والسمنة في وقت مبكر أكثر من آبائهم، وأكثر عرضة للوفيات المرتبطة بزيادة السمنة.
وفي حين أن معدي الدراسة لا ينصحون البالغين بزيادة الوزن - يُعرّف رسميا على أنه مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكبر أو يساوي 25 - يقترحون أنه إذا كان علينا إضافة أرطال إضافية، ينبغي القيام بذلك لاحقا في الحياة، طالما أنهم لا يذهبون بعيدا ويصابون بالسمنة - مع مؤشر كتلة الجسم أكبر أو يساوي 30.
وقال هوى تشنغ، معد الدراسة في جامعة ولاية أوهايو: "إن تأثير زيادة الوزن على معدل الوفيات معقد. ويعتمد ذلك على توقيت وحجم زيادة الوزن وأين بدأ مؤشر كتلة الجسم. الرسالة الرئيسية هي أنه بالنسبة لأولئك الذين يبدأون بوزن طبيعي في بداية مرحلة البلوغ، فإن اكتساب قدر متواضع من الوزن طوال الحياة والدخول في فئة الوزن الزائد في مرحلة البلوغ اللاحقة، يمكن أن يزيد في الواقع من احتمال البقاء على قيد الحياة".
وسعى الباحثون إلى تحديد مسارات مؤشر كتلة الجسم مدى الحياة عبر جيلين متصلين، و"تقدير مخاطر الوفيات المرتبطة بها والوفيات المنسوبة إلى السكان".
وتم ذلك من خلال متابعة التاريخ الطبي لسكان فرامنغهام وأطفالهم لعقود.
واستخدم الباحثون بيانات عن 4576 شخصا في المجموعة الأصلية لدراسة فرامنغهام للقلب (FHR) - وهي دراسة جماعية طويلة المدى ومستمرة للقلب والأوعية الدموية لسكان فرامنغهام - و3753 من أطفالهم.
وبدأت FHR في عام 1948 وتابعت المجموعة الأصلية من المشاركين حتى عام 2010، بينما تمت متابعة أطفالهم من 1971 إلى 2014.
وتوفي جميع أعضاء المجموعة الأصلية تقريبا بنهاية الدراسة، ما يعني أن النتائج يمكن أن تكشف كيف يتطور مؤشر كتلة الجسم على مدار مرحلة البلوغ بأكملها، وتوفر تقديرات أكثر دقة من ذي قبل.
ومن بين 4576 من الوالدين، كان هناك 3913 حالة وفاة، ومن أصل 3753 من الأبناء، كان هناك 967 حالة وفاة.
وفي كلا الجيلين، نظر الباحثون في البيانات من سن 31 إلى 80 عاما.
وكان المقياس الرئيسي هو مؤشر كتلة الجسم، الذي يعتمد على طول الشخص ووزنه ويستخدم كقاعدة عامة لتصنيف الشخص على أنه يعاني من نقص الوزن أو الوزن الطبيعي أو زيادة الوزن أو السمنة.
وبعد تحليل البيانات حول كيفية تغير مؤشر كتلة الجسم للمشاركين على مر السنين، وجد الباحثون أن الجيل الأكبر سنا اتبع بشكل عام واحدا من سبعة مسارات لمؤشر كتلة الجسم طوال حياتهم.
وكان للجيل الأصغر ستة مسارات - لم يكن هناك عدد كاف من الأشخاص الذين فقدوا الوزن خلال حياتهم ليحققوا مسارا هبوطيا للوزن، كما كان موجودا في جيل آبائهم.
وبعد التحكم في مجموعة متنوعة من العوامل التي وجد أنها تؤثر على معدل الوفيات، بما في ذلك التدخين والجنس والتعليم والحالة الاجتماعية والمرض، قام الباحثون بحساب كيفية ارتباط كل مسار من مسارات مؤشر كتلة الجسم بمعدلات الوفيات.
وفي كلا الجيلين، كان أولئك الذين بدأوا بوزن طبيعي وانتقلوا إلى زيادة الوزن في وقت لاحق من حياتهم - ولكنهم لم يكونوا يعانون من السمنة - هم الأكثر حظا للبقاء على قيد الحياة.
وكان أولئك الذين بقوا بوزن طبيعي طوال الحياة هم ثاني أكبر احتمال للبقاء على قيد الحياة، يليهم أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن ولكنهم ظلوا مستقرين، ثم أولئك الذين كانوا في المستوى الأدنى من الوزن الطبيعي.
وفي الجيل الأكبر سنا، جاء بعد ذلك أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن وفقدان الوزن.
وبينما أظهر كلا الجيلين النتائج الأساسية نفسها، اكتشف الباحثون بعض الاتجاهات المقلقة في المجموعة الأصغر سنا.
وقال تشنغ: "تميل مسارات مؤشر كتلة الجسم الأعلى في جيل الشباب إلى التحول إلى الأعلى في الأعمار المبكرة مقارنة بوالديهم".
وزادت نسبة العينة في مسارات مؤشر كتلة الجسم الأعلى بشكل منهجي من جيل الوالدين إلى أطفالهم.
ويعني التقدم الطبي أن الناس أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة مع السمنة الآن، ما كان عليه في الماضي، ولكن هناك مشكلة السمنة لجيل الشباب.
وقال تشنغ: "على الرغم من انخفاض مخاطر الوفيات المرتبطة بمسارات السمنة عبر الأجيال، إلا أن مساهمتها في وفيات السكان زادت من 5.4% في المجموعة الأصلية إلى 6.4% في مجموعة النسل".
وهذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة Annals of Epidemiology، تدعم وتوسع نتائج دراسة تشنغ لعام 2013، المنشورة في American Journal of Epidemiology.
وبعد ذلك، وجد تشنغ وزملاؤه أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن قليلا في الخمسينيات من العمر، لكنهم حافظوا على ثبات وزنهم نسبيا، هم الأكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة خلال السنوات الـ19 التالية.
وقال تشنغ: "الآن، من خلال هذه الدراسة، نعرف المزيد عن اتجاهات الوزن في وقت مبكر من الحياة وكيف ترتبط بالوفيات".
وبالإضافة إلى كونها محددة لمدينة أمريكية واحدة، قال الباحثون إن البيانات كانت خاصة بالمشاركين البيض في الغالب، ما يعني أنه قد يكون هناك تحيز في النتائج.
المصدر: ديلي ميل