وطوال فترة الوباء، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الأطفال أقل تأثرا بـ "كوفيد-19"؛ الأعراض والأمراض الشديدة وأرقام الوفيات لدى الأطفال كلها أقل بكثير مما هو متوقع بالمقارنة مع بقية السكان.
وتُظهر الأرقام الصادرة عن الصحة العامة في إنجلترا (PHE)، الخطر الحالي للوفاة من فيروس كورونا إذا كانت العدوى هي 1513 لكل 100000 شخص تبلغ أعمارهم أكثر من 80 عاما، ولكن بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 9 سنوات، هو 0.1 فقط لكل 100000.
وما يزال السبب الدقيق لهذا التناقض غير معروف، لكن النظرية الرائدة تنص على أن الأطفال لديهم عدد أقل من المستقبلات التي يستخدمها الفيروس لدخول الخلايا، ما يجعل من الصعب على الفيروس إصابة الأطفال. وتصبح هذه المستقبلات أكثر وفرة مع تقدم العمر.
وسجلت الدراسة الجديدة من ألمانيا الآباء والأطفال من العائلات في تجربة أجريت بين أبريل ومايو 2020 - قبل ظهور متغيرات جديدة، قد تكون أفضل في إصابة الأطفال.
ووجد البحث أن الأطفال كانوا أقل عرضة للإصابة بالعدوى من أولياء أمورهم، كما أنهم أقل عرضة لنقلها إلى شخص في منزلهم.
وسُجّل ما مجموعه 4964 شخصا (نصف الوالدين ونصف الأطفال) في الدراسة، التي نُشرت في JAMA Paediatrics لطب الأطفال.
وبلغ متوسط عمر الأطفال ست سنوات، لكنه امتد من سنة إلى عشر سنوات، وكان متوسط عمر الوالدين 40.
وجرى مسح جميع المشاركين وإجراء اختبارات الدم للبحث عن أي علامة على وجود أجسام مضادة. وأصيب شخصان فقط - أحد الوالدين والطفل من العائلة نفسها - حاليا.
وكشفت اختبارات الدم أن 1.8% من البالغين لديهم أجسام مضادة لفيروس SARS-CoV-2، الذي يسبب "كوفيد-19". وكان الرقم الخاص بالأطفال 0.6% فقط، وهو انخفاض بمقدار ثلاثة أضعاف.
وأظهرت البيانات أيضا أن هناك 56 حالة إصابة فرد واحد على الأقل من أفراد الأسرة بالفيروس.
وكتب الباحثون من مستشفى الأطفال الجامعي، Im Neuenheimer Feld في هايدلبرغ والمركز الطبي بجامعة أولم: "في هذه الدراسة المقطعية، كان انتشار عدوى SARS-CoV-2 خلال فترة الإغلاق في جنوب غرب ألمانيا منخفضا بشكل خاص لدى الأطفال من 1 إلى 10 سنوات. وبناء عليه، فمن غير المرجح أن يكون الأطفال عززوا الوباء".
وأجريت الدراسة عندما كانت المدارس مغلقة، وبالتالي كان الأطفال أقل تعرضا للفيروس، لكن الباحثين غير المشاركين في الدراسة يقولون إن هذا لا يعني أن النتائج غير ذات صلة.
وقال الدكتور شون أوليري، من جامعة كولورادو، الذي كتب مقالة افتتاحية حول البحث الألماني: "على الرغم من أن الأرقام كانت صغيرة إلى حد ما بالنسبة لنتائج حضور رعاية الأطفال، إلا أن معدل الانتشار المصلي لدى الأطفال الذين حضروا رعاية الأطفال، أقل من أولئك الذين لم يحضروا (0.5% للأطفال في رعاية الأطفال مقابل 1.0% للأطفال الذين ليسوا في رعاية الأطفال)".
ويتابع: "من خلال فحص أزواج الوالدين والطفل داخل الأسرة نفسها، تشير هذه الدراسة إلى أن الأطفال كانوا أقل عرضة للإصابة بالعدوى عندما كانوا في الأسرة، وأقل احتمالا لنشرها في المنزل عندما أصيبوا".
وكانت فترة الدراسة في ربيع 2020 قبل ظهور سلالات جديدة شديدة الضراوة من فيروس كورونا، مثل تلك التي نشأت في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل.
وقال الدكتور نيل فيرغسون من إمبريال كوليدج لندن، والمعروف باسم "البروفيسور لوكداون'' بسبب تنبؤاته الربيعية التي تغرق المملكة المتحدة في أول إغلاق وطني قاس لها في ديسمبر، إنه من الممكن أن تكون سلالة كينت، المعروفة علميا باسم B.1.1.7، أفضل في إصابة الأطفال.
وكشف أن عدد حالات السلالة الجديدة لمن هم دون 15 عاما، كان أعلى بكثير من السلالات الأخرى - لكنه لم يكشف عن أي أرقام دقيقة.
وقال في إفادة إعلامية افتراضية في ديسمبر: "هناك تلميح إلى أن لديه ميلا أكبر لإصابة الأطفال. قد يفسر ذلك بعض الاختلافات لكننا لم نقم بتأسيس أي نوع من السببية".
وسارع خبراء آخرون إلى إضافة البيانات الأولية ولم يتم العثور على دليل على العلاقة السببية.
وفي حديثه بعد يوم من إبداء البروفيسور فيرغسون لتعليقاته، أُعلن أنه لا توجد بيانات كافية في ذلك الوقت للتعليق على كيفية تأثيرها على مجموعات معينة.
ولم تنشر بعد أدلة محدثة حول هذا الموضوع.
المصدر: ديلي ميل