وعندما تنمو الخلايا السرطانية بقوة أكبر، فإنها تعتمد بشكل أكبر على السيرين - أساس بناء البروتين - من أقرانها الأصحاء، ما يشير إلى ضعف محتمل.
وأشارت الدراسات السابقة على الفئران والخلايا البشرية إلى أن خفض مستويات السيرين يمكن أن يبطئ نمو الورم - لكن العديد من الخلايا السرطانية قادرة على صنع خلايا خاصة بها في الواقع.
وعُثر على "طفرة KRAS" التي تسمح للأورام بإنتاج السيرين في 30% من جميع المرضى، وهي شائعة في سرطانات الأمعاء والبنكرياس التي يصعب علاجها.
ومع ذلك، أظهر باحثون بريطانيون أنه لدى الفئران التي تحتوي على طعم لخلايا سرطان الأمعاء البشرية، يتباطأ نمو الورم بسبب النظم الغذائية منخفضة السيرين والعقار PH755.
وأفادوا بأنه، بشكل مشجع، تسبب PH755 في آثار جانبية قليلة في الحيوانات، وقد يعمل النهج ثنائي الشقين ضد مجموعة متنوعة من السرطانات.
ومع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من العمل على الخلايا البشرية واختبارات السلامة قبل التوصية بهذا النهج في العلاج لمرضى السرطان.
وقبل اختبار النهج المزدوج في نماذج الفئران، شهد الفريق نتائج واعدة في كل من مزارع الخلايا في المختبر وما يسمى بالعضويات - نماذج الأورام ثلاثية الأبعاد المصممة لمحاكاة تعقيد الأعضاء الحقيقية.
وقال عالم بيولوجيا السرطان، كارين فوسدن: "فكرة القدرة على تطوير تدخلات غذائية، بناء على فهم الآليات الكامنة وراء كيفية تأثير التغيرات في المغذيات على الأورام، لديها القدرة على فتح وسيلة قوية لعلاج السرطان".
وأضاف كبير العلماء في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "في المستقبل، يمكن أن يوفر هذا أساسا لتطوير نهج طبي دقيق للنظام الغذائي كعلاج للسرطان، تماما كما نفعل مع الأدوية المستهدفة. وإضفاء الطابع الشخصي على النظام الغذائي لكل فرد لاستهداف المتطلبات الغذائية للسرطان يمكن، إلى جانب العلاجات الأخرى، أن يمنح الناس أفضل فرصة للاستجابة للعلاج".
وحذر خبير المعلومات الرئيسي في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، مارتن ليدويك، من أن "مرضى السرطان يجب ألا يغيروا نظامهم الغذائي في ضوء ذلك". ونحتاج إلى معرفة ما إذا كان هذا العمل يُترجم إلى سرطان لدى البشر قبل الاختبار لمعرفة ما إذا كانت تغييرات النظام الغذائي مفيدة.
وقالت ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إن فهم البيولوجيا الأساسية للسرطان من خلال دراسات مثل هذه، أمر حيوي للكشف عن التعقيد الحقيقي للمرض، ويمكن أن يلقي الضوء على طرق العلاج الجديدة.
وأضافت: "أعطانا هذا البحث لمحة محيرة عن كيفية تحويل الاعتماد على النظام الغذائي للسرطان ضده، ونتطلع إلى معرفة ما إذا كان هذا النهج يعمل مع المرضى".
ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Nature Communications.
المصدر: ديلي ميل