وقال البروفيسور ألكسندر لاركومب، وهو عضو في مركز واليان لأبحاث الجهاز التنفسي، ما يعد شراكة قوية بين معهد تيليثون للأطفال ومؤسسة مستشفى بيرث للأطفال ومستشفى بيرث للأطفال، إن البشر تطوروا لاستنشاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عند نحو 300 أجزاء في المليون.
وأضاف لاركومب: "المستويات الحالية تزيد قليلا عن 400 جزء في المليون، وتتوقع نمذجة تغير المناخ أنه من المحتمل أن تزداد خلال حياتنا إلى ضعف ذلك".
وتابع: "هناك الكثير من الدراسات التي تبحث في التأثيرات البيئية والصحية لتغير المناخ، ولكن لا شيء يركز فقط على الآثار الصحية لاستنشاق مستويات أعلى من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي".
وأجريت الاختبارات على الفئران، والتي يقول الباحثون إنها قادرة بشكل طبيعي على تحمل مستويات ثاني أكسيد الكربون المتزايدة بسبب عادات الحفر لديها. ووجدت الدراسة أن التعرض لنحو 900 جزء في المليون من ثاني أكسيد الكربون كان له تأثير مباشر على كل من وظيفة الرئة وهيكل الفئران التي كانت تعيش في تلك البيئة طوال فترة الحمل، والحياة المبكرة، وحتى بداية البلوغ.
وقال البروفيسور لاركومب: "تضرر الرئة شمل الحويصلات الهوائية المتغيرة، وهو الجزء المهم من الرئة الذي يساعد في تبادل الغازات، ما يعني أنهم ربما واجهوا صعوبة أكبر في التنفس".
وواصل: "لقد رأينا أيضا بعض التغييرات في البنية الفيزيائية الفعلية للرئتين، وكلا هذين التغيرين يعني أن الرئتين لا تعملان كما ينبغي".
ومن المثير للاهتمام، أن رئتي الفئران البالغة التي لم تتعرض لارتفاع ثاني أكسيد الكربون خلال الحياة المبكرة لم تظهر عليها علامات الضعف، وهو ما يعتقد الباحثون أن رئتيهم قد تشكلتا بشكل كامل قبل تعرضهما لمستويات أعلى من ثاني أكسيد الكربون.
ووصفت الباحثة بجامعة أستراليا الغربية، الدكتورة كيتلين ويرول، التي شاركت في تأليف هذه الدراسة، النتائج بأنها عمل مهم لأنها قدمت "أول لمحة عن حقيقة أن هذه المستويات الأعلى من أثر التعرض لثاني أكسيد الكربون في الواقع على صحة الرئتين النامية".
وتابعت: "أظهر لنا هذا العمل أن التعرض لمستويات ثاني أكسيد الكربون المتوقعة أثناء الحمل وفي بداية الحياة من المحتمل أن يؤدي إلى حدوث تغييرات في وظائف الرئة عندما تكون الفئران بالغة. وبالتالي، قد تكون هذه فرصة للتركيز على هذه الفترة والمساعدة في حماية نمو الرئة، وبالتالي تحسين النتائج الصحية في وقت لاحق من الحياة".
وقالت ويرول إن إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال أمر بالغ الأهمية لفهم التأثير الصحي المحتمل على أطفالنا في المستقبل بشكل كامل.
وأوضحت الدكتورة ويرول: "الرئتان هما أول الأعضاء التي توقعنا أن تتأثرا، وهذا يعطينا دليلا على أن أجهزة أخرى في الجسم قد تتأثر أيضا. نحن بحاجة إلى إجراء مزيد من البحث حول كيفية تأثيره على الجهاز التنفسي، وكذلك كيفية تطور العظام والكلى، وأيضا كيفية عمل الدماغ".
المصدر: medicalxpress