هناك أكثر من مائة نوع من الصداع، مع الأنواع الفرعية الخاصة به. وقد يكون من الصعب للغاية معرفة نوع الصداع الذي تعاني منه من أجل علاجه.
ويُعرف الصداع العنقودي بأنه أحد أشد أنواع الصداع التي يمكن أن تصاب به، حيث يتسبب في ألم رهيب يؤدي إلى أفكار انتحارية.
وبهذا الصدد، تحدث موقع "إكسبريس" مع الدكتورة سارة بروير، المديرة الطبية لعلامة Healthspan التجارية، لمعرفة خصوصيات وعموميات الصداع العنقودي.
ويعد الصداع الأولي مسؤولا عن 90% من جميع أنواع الصداع، وهذا يشمل الصداع الناتج عن التوتر (40%) والصداع النصفي (10%).
ويُعرف الصداع الناتج عن التوتر بأنه خفيف إلى متوسط الشدة، ويكون محسوسا على جانبي الرأس، في حين أن الصداع النصفي يكون عادة أسوأ في جانب واحد ويتركز حول عين واحدة.
أما الصداع العنقودي فهو النوع الأقل شيوعا من الصداع الأولي، ولكنه أيضا الأكثر حدة، حيث يصيب أقل من واحد من كل 1000 شخص.
ما هو الصداع العنقودي؟
يقول الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي إن الألم يبدو وكأن شخصا ما لديه زوج من الكماشة ويجر مقلة عينك.
وقالت بروير: "الصداع العنقودي هو أحد أشد أنواع الألم التي يمكن أن تتعرض لها، وقد تمت الإشارة إليه على أنه صداع انتحاري. تصاب إحدى العينين بالاحتقان والدمع وعادة ما تنسد فتحة الأنف على الجانب نفسه، وقد تعاني من تعرق أو احمرار بالوجه وتورم في الجفن".
وقد تعاني أيضا من انقباض حدقة العين وتدلي الجفن وسيلان أو انسداد الأنف، وأعراض أخرى.
كم مرة يحدث؟
الفرق الرئيسي بين الصداع العنقودي وأنواع الصداع الأخرى هو توقيته. وعادة ما يكون الصداع العنقودي عرضيا ويظهر ويتوقف، مثل العمل على مدار الساعة.
وقالت بروير: "يستمر الألم لمدة تصل إلى ثلاث ساعات ويأتي بشكل منتظم - عادة في الوقت نفسه من اليوم، وغالبا في الصباح الباكر، ما يوقظك من النوم. ويمكن أن يحدث هذا لمدة أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، قبل أن يختفي".
وبالنسبة لمعظم الناس، يحدث الصداع العنقودي مرتين في السنة، وستحدث النوبة زهاء أربع مرات في اليوم، في الوقت نفسه خلال هذه الفترة.
ويمكن أن تستمر هذه النوبات لمدة تصل إلى شهرين، وبعض الناس يصابون بها في كثير من الأحيان على مدار العام. إن معرفة أنك ستعاني من مثل هذا الصداع المؤلم يمكن أن يسبب ضعفا شديدا في الصحة العقلية.
وأوضحت بروير: "على الرغم من أن المرضى في حالة جيدة تماما بين النوبات، إلا أن الألم شديد لدرجة أن الكثيرين يعيشون في خوف من حدوث النوبة التالية".
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن بعض المصابين بالصداع العنقودي قد يعانون من الصداع النصفي وأنواع أخرى من الصداع، عندما تنتهي نوباتهم العنقودية.
ما الذي يسبب الصداع العنقودي؟
لا يعرف الخبراء أسباب الصداع العنقودي، لكنه ينطوي على فرط نشاط جزء من الدماغ، وفقا للدكتورة بروير.
وفقا لـ Ouch UK، يُعتقد الآن أن "الشذوذ داخل منطقة ما تحت المهاد هو السبب الجذري للألم، والذي، عندما يكون في الدورة، يطلق الهرمونات والمواد الكيميائية التي تعصب العقدة الثلاثية التوائم، ما يتسبب بدوره في تأثير الدومينو للألم.
كما أن الصداع العنقودي يصيب الرجال أكثر من خمس إلى ست مرات مقارنة بالنساء، ويعاني منه ما لا يقل عن 0.2% من مجموع السكان.
وهناك بعض الأدلة على أن العوامل الوراثية قد تلعب دورا في الإصابة بالصداع العنقودي، حيث يعاني فرد واحد من كل 20 شخصا من الحالة نفسها.
ويُعد الصداع العنقودي أكثر شيوعا عند المدخنين الشرهين، ومن المرجح أن يحدث عند البالغين أكثر من الأطفال. ويمكن أن يبدأ في أي عمر، ولكن الصداع العنقودي الأكثر شيوعا يبدأ في العشرينات من العمر أو أكبر.
كيف تعالج الصداع العنقودي؟
لا يوجد علاج للصداع العنقودي، ولكن الأدوية والعلاجات الأخرى يمكن أن تقلل من حدوث النوبات وشدتها وتمنعها معا.
وتنصح منظمة Ouch UK بعدم شرب الكحول أثناء النوبات العنقودية، ولكن لا يبدو أن الطعام والشراب يؤثران على الصداع العنقودي على الإطلاق.
ويضيف الموقع: "على الرغم من أنه لم يُثبت بعد إكلينيكيا، إلا أنه يُقترح أيضا أنه يجب على المرضى تجنب التعرض للمواد المتطايرة مثل المذيبات والدهانات الزيتية. ويجب أن يتجنب المصابون أيضا قيلولة بعد الظهر، لأن النوم يمكن أن يكون سببا لدى بعض المصابين".
المصدر: إكسبريس