وهذه النتائج هي أقوى دليل على احتمالية أن اللقاحات ضد الفيروس SARS-CoV-2، ستعمل لفترات طويلة.
وفي السابق، أظهرت العديد من الدراسات أن الموجة الأولى من الأجسام المضادة لفيروس كورونا تتضاءل بعد الأشهر القليلة الأولى، ما يثير مخاوف من أن الأشخاص قد يفقدون المناعة بسرعة. وهذا العمل الجديد يخفف من هذه المخاوف.
وأجريت الدراسة الجديدة بالتعاون بين عدة مراكز بقيادة الأستاذ المساعد مينو فان زيلم، من قسم علم المناعة وعلم الأمراض بجامعة موناش، مع تحالف ألفريد للأبحاث بين جامعة موناش ومستشفى ألفريد ومعهد بيرنت، وتم نشرها مؤخرا في المجلة المرموقة Science Immunology.
وتشير الورقة البحثية إلى اكتشاف أن خلايا معينة داخل الجهاز المناعي تسمى خلايا الذاكرة B، "تتذكر" الإصابة بالفيروس، وإذا وقع التحدي مرة أخرى، من خلال إعادة التعرض للفيروس، فإنها تؤدي إلى استجابة مناعية وقائية من خلال الإنتاج السريع للأجسام المضادة الواقية.
وقام الباحثون بتجنيد مجموعة من 25 مريضا بـ"كوفيد-19" وأخذوا 36 عينة دم منهم من اليوم الرابع بعد الإصابة إلى اليوم 242 بعد الإصابة.
وكما هو الحال مع الدراسات الأخرى، التي تبحث فقط في استجابة الجسم المضاد، وجد الباحثون أن الأجسام المضادة ضد الفيروس بدأت في التراجع بعد 20 يوما من الإصابة.
ومع ذلك، والأهم، استمر جميع المرضى في امتلاك خلايا الذاكرة B التي تعرفت على أحد المكونين من فيروس SARS-CoV-2، وهما البروتينات القفيصة (القشرة البروتينية للفيروس) وspike. وكانت خلايا الذاكرة B الخاصة بالفيروس موجودة بثبات حتى ثمانية أشهر بعد الإصابة.
ووفقا للبروفيسور المساعد فان زيلم، تعطي النتائج الأمل في فعالية أي لقاح ضد الفيروس وتشرح أيضا سبب وجود عدد قليل جدا من الأمثلة على عودة العدوى الحقيقية عبر الملايين ممن ثبتت إصابتهم بالفيروس على مستوى العالم.
وقال: "هذه النتائج مهمة لأنها تظهر بشكل قاطع أن المرضى المصابين بكوفيد-19 يحتفظون في الواقع بمناعة ضد الفيروس والمرض".
وأضاف: "لقد كانت هذه سحابة سوداء معلقة على الحماية المحتملة التي يمكن أن يوفرها أي لقاح لكوفيد-19 وتعطي أملا حقيقيا في أنه بمجرد تطوير لقاح أو لقاحات، سيوفرون حماية طويلة الأجل".
المصدر: medicalxpress