لقد ثبتت فعالية ناقلات الفيروس الغدي البشري human adenovirus vectors (الفيروسات الغدية هي فيروسات متوسطة الحجم \90-100 نانومتر\، غير مغلفة بطبقة ثنائية خارجية من الدهون، مع قشرة بروتينية عشرية الوجوه تحتوي على جينوم الحمض النووي المزدوج)، على الرغم من المخاوف بشأن وجود مناعة ضد الفيروسات الغدية. وتم تحديد الجرعة المثلى الآمنة، التي تتيح تحقيق استجابة مناعية فعالة لدى 100% من الأشخاص، حتى لدى أولئك ممن أصيبوا بعدوى الفيروس الغدي، وهو ما يقلل من جدوى تطوير لقاحات على أساس منصات غير مستكشفة بعد.
تم استخدام نوعين مختلفين من ناقلات الفيروس الغدي هما الأنماط المصلية التي تحمل أرقام 5 و 26 في لقاحين منفصلين، يسمحان بتحقيق استجابة مناعية أكثر فعالية (نفس الناقل لتطعيمين يحفزان آليات الدفاع لجهاز المناعة).
يتم استخدام ناقلات الفيروس الغدي من قبل شركات الأدوية الرائدة في العالم، من بينها لقاح CanSino أحادي الناقلات (الصين)، لقاح Ad5 من شركة "جونسون آند جونسون" (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكذلك لقاح Ad25. ولدى هؤلاء "نصف" اللقاح الروسي.
إن لقاح "سبوتنيك V" لا يحتوي على فيروسات غدية بشرية حية، وإنما على ناقلات فيروسات غدية بشرية غير قادرة على التكاثر، وهي آمنة تماما للصحة العامة.
من بين أكثر اللقاحات انتشارا للقاحات الفيروس الغدي البشري، ما تستخدمه القوات المسلحة الأمريكية منذ عام 1971 وحتى الآن، ويتم تطعيم جميع الملتحقين الجدد بالجيش الأمريكي. وقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لقاحات الفيروس الغدي البشري في عام 2011. وتم تطعيم ما يربو على 10 ملايين من أفراد الجيش الأمريكي بهذه اللقاحات.
تضمن المقال العملي في مجلة "لانسيت" روابط لدراسات سابقة تدعم سلامة اللقاحات المبنية على فيروسات غدية بشرية:
أكثر من 250 دراسة سريرية وأكثر من 75 مطبوعة دولية تؤكد سلامة اللقاحات والأدوية المستندة إلى هذا الأساس.
استخدام الأدوية القائمة على ناقلات الفيروس الغدي البشري في الممارسة العملية لأكثر من 15 عاما. على وجه الخصوص في لقاحات الإيبولا، وعقار السرطان "جينديسين" Gendicine، الذي يستخدم في الصين منذ أكثر من 12 عاما.
تم إدراج لقاح "سبوتنيك V" في المراكز التسعة الأولى من بين اللقاحات الأقرب لاستكمال التجارب السريرية في قائمة منظمة الصحة العالمية، وهو اللقاح الوحيد الذي يستخدم ناقلات مختلفة للحقن، بينما تعتمد بقية اللقاحات الرائدة على تقنيات جديدة مثل الفيروس الغدي للقرد أو mRNA، أو تقنيات قديمة غير فعالة (الفيروسات المعطلة).
عيوب الأساليب الجديدة لتطوير اللقاح
إن المنصات الأخرى لتطوير اللقاح مثل ناقلات الفيروس الغدي للقرد أو بتقنية mRNA، لم تستخدم من قبل في اللقاحات المعتمدة، ولم يتم إجراء دراسات طويلة المدى للتأثيرات المحتملة على جسم الإنسان، بما في ذلك مخاطر الإصابة بمضاعفات السرطان والتأثير على الخصوبة.
ولا تعكس وسائل الإعلام الغربية هذه الحقيقة في موادها بأي شكل من الأشكال.
من ناحية أخرى يضع مصنعو اللقاحات التي لم يتم التحقق منها بعد شروطهم مع المشترين بحيث تحميهم من أي مسؤولية قانونية، حال حدوث آثار خطيرة غير متوقعة، وبالفعل تمكن بعضهم من توقيع عقود توريد بمليارات الدولارات، إلا أن روسيا لا تسير في هذا النهج.
في نفس الوقت ترفع الشركات الغربية شعارات، وتتبنى "بيانا أمنيا" يضع "الاهتمام بالصحة العامة للمواطنين" هدفا رئيسيا لها. لكن هؤلاء المسؤولين يلتزمون الصمت حيال الحقائق المزعجة.
ولم تستأنف "أسترا زينيكا" AstraZeneca تجاربها السريرية في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تم تشخيص متطوعين على الفور بمرض خطير هو التهاب النخاع المستعرض، وعلى الرغم من أن احتمال مصادفة مثل هذا الحدث يبلغ 1 في 20 ألف حالة، إلا أن المزيد من البلدان تدرك اليوم حاجتها إلى تنويع محفظة اللقاحات الخاصة بها. فالتوازن بين التقنيات التي أثبتت جدواها مثل ناقل الفيروس الغدي البشري، والطرق غير المستكشفة بعد مثل ناقل الفيروس الغدي للقرد، mRNA، مهم، كما يتضح من التعليق الأخير لأبحاث "أسترا زينيكا".
في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية، تمثل المنصة المؤكدة لناقلات الفيروس الغدي البشري 15% فقط من إجمالي اللقاحات المشتراة، على عكس عدد من البلدان في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وآسيا، حيث تبلغ الحصة 50%.
تعليقا على اللقاح الروسي صرح عالم الفيروسات والأكاديمي المتخصص في أكاديمية العلوم الروسية، الدكتور فيليكس إرشوف، بأن القضاء على الجائحة بشكل كامل سوف يكون مستحيلا من دون اللقاح. ولقاح "سبوتنيك V"، الذي طوره مركز "غماليا"، لا يستخدم فيروس كورونا لا حيا ولا ميتا، وإنما يستخدم تكنولوجيا حيوية حديثة، على منصة مثبتة، بحيث يحتوي على جزء من الشيفرة الجينية للفيروس، دون أن يحتوي على الفيروس نفسه، ما يستبعد الإصابة به، ولكن يضمن إنتاج الأجسام المضادة اللازمة لحماية الجسم، وهو ما أكدته نتائج الاختبارات. ويضمن استخدام حقنتين متتاليتين بآليات مختلفة إيصال شيفرة الفيروس إلى الجسم، وهي الميزة الفريدة للقاح الروسي.
أما الدكتور ألكسندر روميانتسيف، الأكاديمي في أكاديمية العلوم الروسية، فيقول إن آلية عمل الفيروسات الغدية البشرية معروفة جيدا، ويتم دراستها منذ ما يقرب من 70 عاما، وقد تراكمت الكثير من الخبرات في اختبارها بما في ذلك في لقاح الإيبولا، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS.
المصدر: RT