وقال عالم الأوبئة، البروفيسور ديفيد هايمان، إن هناك حاجة إلى مزيد من "الدراسات المعقدة" لمعرفة ما إذا كان يمكن للناس التقاط "كوفيد-19"، من خلال تدوير الهواء على الطائرات، أو من خلال أنظمة تكييف الهواء في المطاعم.
وأوضح أن العلماء يمكن أن يستخدموا الدراسات على الحيوانات، لاختبار الانتشار المحتمل للمرض، وهو نهج استخدم سابقا لأبحاث السل.
وفي حديث أجراه خلال مؤتمر صحفي عبر Chatham House يوم الأربعاء، جادل البروفيسور هايمان بأن "المؤشرات الوبائية" في بعض البلدان، حيث يمكن للناس التنقل في الأماكن العامة، لا تشير إلى "زيادة انتقال" التي قد تحدث إذا نُقل الفيروس في الهواء.
وتأتي تعليقاته بعد أن أقرت منظمة الصحة العالمية بأن هناك "أدلة ناشئة"، على أن "كوفيد-19" يمكن أن ينتشر من خلال الجسيمات في الهواء.
وتركز المبادئ التوجيهية الحالية لمنظمة الصحة العالمية على انتشار الفيروس في المقام الأول من خلال قطرات من الأنف أو الفم، والتي تُطلق عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يتحدث.
وأوضح هايمان أن السعال أو العطس يمكن أن ينقل الفيروس من خلال نشر قطرات، إما مباشرة أو إذا دُفعت على شكل هباء على مسافة نحو متر.
ويمكن أن يكون هناك نوع آخر من الانتقال الهوائي - المحمول جوا - حيث يتم تحريك جزيئات القطيرات بوسائل أخرى مثل وحدات تكييف الهواء.
ولكنه شدد على أن منظمة الصحة العالمية تنتظر فحص نتائج الدراسات الجارية في هذا المجال. وأضاف: "واحدة من هذه الإجراءات هي وضع حيوان يمكن أن يصاب بهذا الفيروس في أماكن مختلفة حول غرف في المستشفيات، أو في أي مكان، لمعرفة ما إذا كانت هذه الحيوانات أصيبت. وفي الماضي تم إجراؤه لمرض السل مع خنازير غينيا، ويمكن أن يصاب الهامستر بهذا الفيروس".
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك أي دليل على حدوث انتقال جوي يتجاوز الدراسات النظرية، قال البروفيسور هايمان إن هناك "بعض الأدلة القصصية" على إصابة الأشخاص المتباعدين جسديا بالعدوى في مطعم في الصين.
وحذر من أنه إذا تم نقل الفيروس جوا، فإن أعين الناس ستكون "أكثر نقطة لدخول الفيروس".
ولكن هايمان، الذي يعمل في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، قال إن الناس لا ينبغي أن يعتقدوا أن ارتداء قناع الوجه سيحميهم في الهواء الطلق من أي نوع من العدوى، وإذا كان هناك انتقال جوي، فنحن بحاجة إلى فهمه بشكل أفضل قبل أن نتمكن من وضع التدخلات في مكانها.
وأضاف أن السارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) لا ينتقل عن طريق دوران الهواء، وإن كان لديه وسائل مختلفة للتكاثر في الرئتين، بينما السل لا ينتقل على الطائرات.
وقال البروفيسور كيث نيل، الأستاذ الفخري لوبائيات الأمراض المعدية في جامعة نوتنغهام، بشكل منفصل يوم الأربعاء: "لا يمكن استبعاد انتقال الهباء الجوي ولكننا بحاجة إلى معرفة أي الطرق - قطرات أو هباء أو تلوث السطح - مهمة كعدوى خطر. وحتى ذلك الحين، يظل الإبعاد الاجتماعي وآداب السعال وغسل اليدين أمرا مهما".
المصدر: ديلي ميل