وحتى الآن، يبدو أن الولايات المتحدة ليس لديها الكثير لتظهره في إطار الجهود المبذولة، لوقف انتشار الفيروس. وارتفعت الحالات في غالبية الولايات خلال شهر يونيو، ما دفع البلاد إلى تسجيل 4 أرقام قياسية جديدة لمجموع الحالات اليومية في غضون أسبوع.
وفي حديثه مع "بزنس إنسايدر"، قال ستيفن مورس، عالم الأوبئة في كلية Mailman للصحة العامة بجامعة كولومبيا، "في هذه الأشهر الستة، أعتقد أن الفيروس كان أكثر فعالية بكثير من معظم الجهود. لم أتوقع قط أن يتحول الوباء إلى قضية سياسية".
وعلى الرغم من أن العديد من جوانب تفشي "كوفيد-19" بالولايات المتحدة والاستجابة البطيئة، فاجأت خبراء مثل مورس على مدى الأشهر الستة الماضية، سُئل هو وعالم بارز آخر، أميش أدالجا، في مركز جامعة جونز هوبكنز للأمن الصحي، عن توقعاتهما حول الأشهر الستة المقبلة.
ويأمل كلاهما في أن يكون للولايات المتحدة والعالم طريقة أفضل للتعامل مع الوباء، بحلول نهاية ديسمبر. وفيما يلي ما يتوقعان أن تكون عليه الحياة مع استمرار تفشي "كوفيد-19" لعام كامل.
- لقاح "في متناول أيدينا"
قال مورس: "إنني متردد للغاية في توقع أي شيء، لأنني لم أتخيل قط أن الرد سيكون مشوشا للغاية بعد ستة أشهر". ولكنه أضاف بتفاؤل، "بحلول 30 ديسمبر 2020، آمل أن يكون لدينا لقاح في متناول أيدينا".
وكان توقع أدالجا مشابها، حيث قال: "سيكون لدينا فكرة عن فعالية اللقاح وسلامته".
ومن المتوقع أن يبدأ 30 لقاحا على الأقل لفيروس كورونا، اختبارات بشرية قبل نهاية العام، و16 لقاحا مقترحا رائدا تُختبر بالفعل على البشر في التجارب السريرية، وفقا لمراجعة "بزنس إنسايدر".
ويتمثل أحد العلاجات الواعدة، في لقاح طُوّر من قبل شركة التكنولوجيا الحيوية Moderna، والتي كانت أول من نشر نتائج مبكرة لدى البشر، بعد بدء تجربتها الأولى في 16 مارس.
وتأمل حكومة الولايات المتحدة في تجهيز مئات الملايين من جرعات اللقاح بحلول يناير 2021. وإذا حدث ذلك، فسيكون جدولا زمنيا قياسيا في تاريخ اللقاحات.
ولكن أدالجا قال إنه من المرجح أن الجرعات الأولى من اللقاح، ستكون متاحة للأفراد المعرضين للخطر والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وليس غالبية سكان الولايات المتحدة.
- الاختبار المنزلي قد يصبح ممكنا
يأمل مورس وأدالجا أيضا أن تتمكن الولايات المتحدة ودول أخرى من إنهاء العام، بمزيد من الخيارات لاختبار فيروس كورونا.
وقال مورس: "ما تزال قدرتنا التشخيصية في حالة فوضى. آمل أن أرى هذا التحسن في الأشهر الستة المقبلة، وربما يمكننا حتى الحصول على صورة للحالات الحقيقية وانتشار الفيروس، الأمر الذي استعصى علينا حتى الآن".
ويعتقد الباحثون أن العدد الفعلي للحالات، أكبر بكثير من العدد الرسمي الآن. والاختبار الموسع سيعطي الخبراء فكرة أفضل عن عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس.
وقال أدالجا إن الناس قد يكونون قادرين على اختبار أنفسهم بحثا عن الفيروس، في المنزل.
إلا أن مورس كان متشككا في ذلك، وقال: "الاختبار السريع في المنزل سيكون رائعا، لكنني لا أعرف متى سنحصل عليه".
- توفر العلاجات
لا يوجد حتى الآن أي علاج لفيروس كورونا أو أعراضه. وأكثر الأدوية الواعدة هو remdesivir (ريمديسيفير)، وهو مادة كيميائية مضادة للفيروسات وافقت عليها إدارة الأغذية والأدوية، لاستخدامها في حالات الطوارئ في 1 مايو. وأظهرت التجارب السريرية أيضا أن ديكساميثازون، وهو ستيرويد شائع ورخيص، يمكن أن يقلل من الوفيات لدى مرضى "كوفيد-19" المصابين بأمراض شديدة.
ويتوقع أدالجا أنه بحلول شهر ديسمبر، سيزيد عدد الأطباء الذين يستخدمون هذه الأدوية لعلاج المرضى.
وقال: "يمكن أن يخفف من الوفيات الناجمة عن الفيروس"، مضيفا أنه حتى الآن، لدى الخبراء "أدوات للتعامل مع فيروس كورونا أكثر مما كان لدينا في الأيام الأولى للوباء".
- عمليات الإغلاق تصبح من الماضي
مع تصاعد الحالات عبر أكثر من نصف الولايات الأمريكية، بدأ المسؤولون في تكساس وكولورادو وفلوريدا وغيرها في إجراءات الإغلاق، وتأجيل المراحل المخططة التالية لعملية إعادة الفتح.
ولكن، لا مورس ولا أدالجا يعتقدان أن أوامر البقاء في المنزل على نطاق واسع ستعود.
وقال مورس: "ربما لا تكون هناك شهية كبيرة للإغلاق سواء بين الجمهور أو بين قيادتنا السياسية".
وبدلا من ذلك، اقترح أدالجا فكرة أن تستهدف الولايات على الأرجح النقاط الساخنة، مع قيود مصممة خصيصا للسيطرة على انتشار الفيروس.
واستطرد: "إن عمليات الإغلاق الشاملة التي حدثت في مارس وأبريل، كانت نتيجة عدم وجود أي فكرة عن المصابين، ولم ير حكام الولايات مخرجا منها. لدينا الآن فكرة عن الأنشطة التي تؤدي إلى الإصابة بالعدوى حتى نتمكن من استخدام نهج تكتيكي لإغلاق الأماكن".
- تحديات فيروس كورونا المتوقعة في عام 2021
مع استمرار الوباء، فإن رضى الأمريكيين عن خطر العدوى لديهم أمر مثير للقلق، وفقا لمورس.
وقال: "بغض النظر عما يفعله الفيروس، أتساءل عما إذا كنا سنكون قادرين على الحفاظ على أي اهتمام لمدة ستة أشهر أخرى. إن الحفاظ على الاحتياطات التي نستخدمها الآن، مثل الابتعاد الاجتماعي والأقنعة ونظافة اليدين، سيقلل الانتقال إلى حد كبير، ولكن بمرور الوقت يصبح من السهل أن تصبح مهملا أو بلا مبالاة".
وقال أدالجا إن التحدي الرئيسي الآخر بعد مرور عام على الوباء، سيكون ضمان حصول عدد كاف من الأمريكيين على لقاح بمجرد أن يصبح متاحا على نطاق واسع. وأضاف: "إذا كان هناك لقاح بحلول عام 2021، فإن توزيعه والحصول على أكبر كمية من اللقاح الذي يمكنك الحصول عليه سيكون أمرا بالغ الأهمية".
ووجد استطلاع نُشر في مايو، أن زهاء واحد من كل خمسة أمريكيين قالوا إنهم سيرفضون لقاح "كوفيد-19" إذا أصبح متاحا.
المصدر: ساينس ألرت