وقال آدم فريسكو إن هذه الممارسة، المعروفة باسم "التطويق"، كان يمكن أن تقتل زوجته ستايسي، لكنه أخبر الطبيب أنهم ربما يجب أن يجربوها لأنها "ستموت على أي حال".
وبدا فريسكو يائسا أثناء مشاهدته بناته وهن يودّعن أمهن، التي لم يكن لديها سوى ساعتين للعيش، وسأل الطبيب عما إذا كان قد سمع بأي شيء "غريب"، أو أي علاج تجريبي يمكن استخدامه، في مناشدة يائسة.
ومع ذلك، كشف الطبيب عن تقنية استُخدمت في وحدة العناية المركزة لسنوات، ولكن ليس بدون وجود مخاطرة في حالة ستايسي.
وكتب آدم، محرر الأخبار السابق لدى Times، والآن مستشار العلاقات العامة، كيف قرأت ابنتاهما بطاقات عيد الأم، لوالدتهن المحتضرة يوم الأحد، 22 مارس، على أمل قول كل شيء أردن قوله قبل وفاة أمهن.
وكانت المريضة ستايسي فاقدة الوعي وعلى جهاز دعم الحياة، في وحدة العناية المركزة في مستشفى "ويبس كروس" شرق لندن، بعد أن تدهورت حالتها لدى دخولها المستشفى في 20 مارس. وتبين أنها تحتضر، وهي مصابة بمرض السكري النوع 2، بسبب فيروس كورونا والالتهاب الرئوي الجرثومي، بينما قال آدم إن كليتيها وقلبها "لا يعملان بشكل صحيح".
وارتدى آدم وابنتاه الباكيتان معدات واقية شخصية كاملة، بما في ذلك القفازات والمآزر وأقنعة الوجه، بعد أن تم استدعاؤهم إلى المستشفى ليقولوا وداعهم الأخير.
وقال آدم لشبكة "سكاي نيوز" إن معدات الوقاية الشخصية "مخيفة حقا"، ولا يعرف كيف يرتديها أطباء NHS الأبطال "ساعة تلو الأخرى".
وكتب في Times: "اتصل طبيب وسأل عن السرعة التي يمكنني بها الوصول إلى المستشفى. عندما وصلت، أخبرني أنه لا يوجد الكثير مما يمكنهم فعله لها ويجب أن نقول وداعا. أتذكر أنني سألت عما إذا كان هناك أي شيء غريب سمع عنه، أي شيء تجريبي يمكن أن يفيد. كانت مناشدة يائسة وأنا أعلم أنه لا يستطيع الإجابة".
وعندها، أخبره الطبيب، الذي قال آدم أنه يُدعى ديف، عن "التطويق" محذرا من إمكانية الضغط على قلبها، واحتمال التسبب في نوبة قلبية قاتلة.
وأخبر آدم برنامج BBC Radio 4's The World At One: "شرح طبيبها ما هو التطويق، حيث يوضع المريض على معدته لمدة 12 ساعة إلى 15 ساعة تقريبا، لتعزيز تدفق الأكسجين وتدفق الدم وتحسين وضعية الرئتين. لكنه حذر، لأن قلب ستايسي لا يعمل بشكل صحيح، قد يقتلها على الأرجح - سيكون الضغط على قلبها مميتا. ولكنني أتذكر أنني قلت له، حسنا، ستموت على أي حال، وأجاب نعم - لذلك قررنا أنه لا يوجد شيء نخسره حقا. كان علينا أن نجربها".
وأضاف: "قال الدكتور ديف ابق هنا، لأنه إذا حدث أي خطأ، ستسوء الحالة بسرعة. وعاد بعد ساعة وقال إنها ما تزال تقاتل، وهي على قيد الحياة، اذهب إلى المنزل وسنتصل بك إذا حدث أي شيء سيء. وفي تلك الليلة لم يرن الهاتف. وأعادوا الكرّة مرة أخرى في اليوم التالي لمدة 15 ساعة، ولم يرن الهاتف ليلة الاثنين. ثم مساء الثلاثاء، رن هاتف المنزل. أتذكر أنني كنت أركض من أجل الرد على الهاتف، كان قلبي يدق بسرعة - لم أسمع ما قيل. وبدأت ممرضة - أعتقد أنها تسمى آبي - المحادثة بـ "هل يمكنني فقط أن أقول كم هي امرأة رائعة زوجتك"".
وقال آدم إن ستايسي استجابت بشكل جيد جدا للتقنية المتبعة. وأصبح تدفق الدم والأكسجين أفضل، وما تزال تخضع لعلاج دعم الحياة، ولكن الممرضة قالت لأول مرة إنهم متفائلون، ولكنهم لم يتخطوا الحالة الحرجة بعد".
وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن "التطويق" أنقذ حياة زوجته ستايسي، قال آدم لـ World At One: "بالتأكيد أعتقد ذلك. أخبرني أحد الأطباء في مرحلة ما أن ستايسي كانت الشخص الأكثر مرضا في المستشفى، وأن الطبيب ديف يصرّ على أن ستايسي ستموت. ولو لم يطبقوا التقنية، فأنا مقتنع أنها كانت ستموت".
وفي قضايا التوجيه الأخيرة من قبل جمعية العناية المركزة ( Intensive Care Society)، تم التوصية بتقنية "التطويق"- التي استُخدمت لدى المرضى الذين فقدوا الوعي في وحدات العناية المركزة لسنوات - لجميع مرضى فيروس كورونا الذين يحتاجون إلى الأكسجين.
وينص الدليل على أن تقنية تغيير وضعية المرضى ووضعهم على بطنهم، يمكن استخدامها أيضا للمرضى الواعين الذين يحتاجون إلى الأكسجين، لمساعدتهم على تجنب الحاجة إلى التهوية.
ولكنها لن تكون مناسبة لجميع المرضى، بما في ذلك النساء الحوامل أو البدناء.
المصدر: ميرور