ورغم أن التعب غالبا ما يكون مؤقتا أو قابلا للعلاج أو لا يدعو للقلق، يقول الخبراء إن التعب الذي يزداد سوءا أو يمنعنا من فعل ما نريد، قد يكون علامة على وجود مشكلة صحية أو اضطراب في النوم.
ويقول غراندنر: "يبدو أن النوم حساس لكل الأمور التي تحدث في الجسم، لذا، عندما يبدأ التغيير في عادات النوم، يجب أن نسأل: ما الذي يحدث؟".
وفي المجال الطبي، تختلف تعريفات التعب والنعاس، ويعد فهم الاختلافات خطوة أولى مهمة نحو معالجة المشكلة، أو معرفة ما إذا كانت هناك مشكلة.
ويؤدي النعاس إلى صعوبة الاستيقاظ، حتى أثناء القيادة أو العمل أو مشاهدة فيلم، وكذلك بعد تناول الكافيين. أما التعب، من ناحية أخرى، فهو نوع أعمق من عدم القدرة الجسدية أو العقلية على فعل كل ما نريد القيام به، مثل الوصول إلى المتجر لشراء الحاجات المنزلية.
وفي دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة النوم الوطنية عام 2014، قال 45% من البالغين إنهم تضرروا من قلة النوم، أو عدم كفاية النوم. وأبلغ ما يصل إلى 20% من الناس عن النعاس المفرط على أساس منتظم. وفي استطلاع أجراه المجلس الوطني للسلامة عام 2017، أشار 76% من المشاركين إلى التعب في العمل.
ورُبط الحرمان من النوم بمشكلات صحية، مثل السكري النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية والاكتئاب.
ويقول ناثانيل واتسون، مدير عيادة "هاربورفيو سليب" بجامعة واشنطن في سياتل، إن قلة النوم يمكن أن تؤثر أيضا على الحالة المزاجية والعلاقات، بطرق لا يستطيع حتى الكافيين علاجها.
وتشير الدراسات إلى أنه مع تقدم الناس في العمر، تميل أنماط النوم إلى التغير بطرق يمكن التنبؤ بها. وقد يستغرق الفرد وقتا أطول ليغفو مع الاستيقاظ كثيرا في الليل.
ووجدت الأبحاث، التي أجراها غراندنر وآخرون، أن الشكاوى المتعلقة بالنوم والإرهاق تتراجع مع تقدم العمر، بعد بلوغ سن الرشد. واستطرد غراندنر قائلا: "ترتبط الشيخوخة بالنوم القليل والمتقطع".
وبالنسبة للأفراد في أي عمر، يقترح الخبراء زيارة عيادة الرعاية الطبية عند إيجاد صعوبة في النوم، لتقييم الأسباب الشائعة للتعب، بما في ذلك الاكتئاب والمناعة الذاتية ومستويات الفيتامينات.
ويمكن أن يكون التعب علامة على نقص الحديد والألم العضلي الليفي، والاضطرابات الهضمية، والتهاب الدماغ وغيرها.
وخلص الخبراء إلى أن الشعور بالتعب يستحق الاهتمام به. والخبر السار هو أن الأسباب غالبا ما تكون قابلة للعلاج.
المصدر: ساينس ألرت