ويجادل المعارضون للإجهاض منذ تسعينيات القرن الماضي بضرورة حظر الإجهاض عن طريق تأجيج المخاوف من "متلازمة صدمة ما بعد الإجهاض"، والتي يمكن أن تدفع النساء إلى الانتحار.
وعلى الرغم من أن هذا كان فعالا في ذلك الوقت، حيث كان المشرعون على قناعة تامة بأن النساء يعانين من مشاكل الصحة العقلية بعد الإجهاض، إلا أن الدراسة الجديدة فضحت هذه الادعاءات وكشفت حقيقة العلاقة بين هذا الإجراء وإيذاء النفس.
وكشفت نتائج الدراسة أن النساء اللائي يقمن بالإجهاض كن أكثر عرضة لمحاولة الانتحار قبل عام من هذا الإجراء، أكثر منه بعد ذلك.
ودرس الباحثون من جامعة ماريلاند الأمريكية، ما مجموعه 523380 امرأة دنماركية تتراوح أعمارهن بين 18 و36 عاما، على مدى 17 عاما، لتتبع الروابط المحتملة بين الإجهاض ومحاولات الانتحار، مع التركيز على عمليات الإجهاض لأول مرة ومحاولات الانتحار الفاشلة.
ووجد الباحثون أن مشاكل الصحة العقلية الموجودة مسبقا، التي عانت منها النساء قبل الحمل، كانت عامل الخطر الأقوى الذي أثر على احتمال محاولة الانتحار لدى النساء، ما يعني أن الإجهاض نفسه لم يكن مسؤولا عن قرار إنهاء الحياة.
وقالت الدكتورة جوليا شتاينبرغ من جامعة ماريلاند: "إن الرأي القائل بأن إجراء الإجهاض يؤدي إلى أفكار أو خطط أو حتى محاولات انتحار، استخدم في سياسات الإجهاض في بعض مناطق العالم وخاصة القوانين التي تواجه النساء اللائي يسعين إلى إجراء هذه العملية". وأضافت: "الأدلة التي توصلت إليها دراستنا لا تدعم هذه الفكرة".
ووجدت الدكتورة شتاينبرغ وزملاؤها، أن معدلات الانتحار الفاشل كانت خلال عام واحد تقريبا قبل إجراء الإجهاض، حيث سجل الباحثون 8.9 محاولة انتحار لكل 1000 امرأة في العام السابق للإجهاض، مقارنة بـ 8.6 محاولة خلال العام التالي، ثم انخفض المعدل إلى 4.6 محاولة لكل 1000 امرأة خلال السنوات الخمس التالية للإجهاض، ثم إلى 2.2 محاولة لكل 1000 امرأة بعد تلك السنوات الخمس، وهو المعدل ذاته الذي تم تسجيله لدى النساء اللائي لم يخضعن لإجراء الإجهاض.
وقال الباحثون إن الدراسة لا تفصل بين الإجهاض ومحاولة الانتحار تماما، ولكنها تعطي أدلة كافية تشير إلى أن الإجهاض ليس نفسه الذي يثير الخطر، وبدلا من ذلك، قد يكون الأمر متعلقا بمعاناة النساء من حالة صحية عقلية يرجح أن تؤدي إلى محاولة الانتحار.
المصدر: ديلي ميل