وتقول الدراسة الجديدة إن مزيجا من بكتيريا الجمرة الخبيثة، تلك التي استخدمت في عدد كبير من الهجمات الإرهابية البيولوجية عام 2001 ضد السياسيين والشخصيات الإعلامية الأمريكية، مع عامل نمو يستطيع أن يزيل خلايا الورم ويترك الخلايا السليمة وحدها.
ويعد سرطان المثانة أحد أكثر أشكال السرطان ذات العلاج المكلف، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه يتكرر بنحو 60% من الحالات، بالإضافة إلى أن العلاجات الحالية للمرض بطيئة للغاية، لكن في الاختبارات التي أجريت على الكلاب التي فشلت كل علاجات سرطان المثانة في شفائها، لم يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة لتتمكن الجمرة الخبيثة من علاج الأورام.
وتستحضر كلمة الجمرة الخبيثة الذعر عندما كان السياسيون وأعضاء من وسائل الإعلام الأمريكية يتلقون المغلفات البريدية وبداخلها مسحوق أبيض، في الأسابيع التي تلت أحداث 11 سبتمبر 2001.
ولكن "الجمرة الخبيثة" في الواقع، هو اسم العدوى التي تسببها البكتيريا المعروفة باسم Bacilus anthracis. وتحدث بشكل طبيعي في التربة، لكن عند تناولها أو استنشاقها من قبل البشر بجرعات عالية، يمكن أن تسبب أمراضا تهدد الحياة.
وخلال تجارب جامعة بيردو، أعطى العلماء بكتيريا الجمرة الخبيثة، نسخة من عامل النمو المرتبط بمستقبلات عامل نمو البشرة (EGFR)، الذي أمرها بالبحث عن مستقبلات مطابقة لها.
ولأن الجمرة الخبيثة كانت مسلحة بعامل النمو هذا، تجاهلت خلايا المثانة الصحية وذهبت مباشرة للسرطان وسممته.
واختبر العلماء هذا الإجراء على الفئران والكلاب التي نفدت من خيارات العلاج البديلة، وأيضا خلايا الأورام البشرية في المختبر، وكانت النتائج مذهلة، حيث بدأت الجمرة الخبيثة بالفتك بالخلايا السرطانية من أول علاج في مدة لا تقل عن 3 دقائق.
وقلل العلاج من الأورام السرطانية في المثانة لدى الكلاب، بمعدل 30%، وفي الحيوانات الخالية من المرض، لم يسجل استخدام الجمرة الخبيثة أي سميّة، ما يعني أن آثاره الجانبية محدودة على الأرجح.
المصدر: ديلي ميل