وأشار العلماء إلى أن إصابة واحدة بالرأس يمكن أن تؤدي إلى الخرف، حيث وجدت عمليات المسح كتلا من بروتين يدعى "تاو"، كانت أكثر شيوعا في المشاركين الذين عانوا من إصابة كبيرة في الرأس منذ عدة سنوات مضت.
ويعرف "التاو" بأنه مادة لزجة تضيف دعما هيكليا للخلايا العصبية في المخ، ويعد تركم هذا البروتين في الدماغ أحد السمات المميزة لمرض ألزهايمر.
ومن المعروف منذ سنوات أن الإصابات المتكررة في الرأس، مثل الإصابات التي يعاني منها الملاكمون ولاعبو الركبي، تزيد من خطر حدوث تلف خطير في الدماغ في وقت لاحق من العمر.
وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها صور المسح الدماغي كيف يمكن أن يتراكم البروتين بعد ضربة واحدة خطيرة في الرأس.
ونشر العلماء من جامعة إمبريال كوليدج في لندن وجامعة غلاسكو فحوصات أجريت على 40 مريضا بعمر 49 عاما، أصيبوا بجروح في الرأس قبل 18 عاما على الأقل.
وتعرض معظم المشاركين لإصابات تتراوح بين معتدلة إلى حادة، وقعت معظمها في حوادث مرور وكذلك الاعتداءات البدنية والسقوط من أماكن مرتفعة، لكن جميع وظائف الدماغ لديهم كانت طبيعية ودون تسجيل أي مشاكل في الذاكرة.
وقال الدكتور نيكوس غورغورابتيس، من جامعة إمبيريال كوليدج في لندن: "يدرك العلماء يشكل متزايد أن إصابات الرأس لها إرث دائم في الدماغ، ويمكن أن تستمر في التسبب في الأضرار بعد عقود من الإصابة".
وأضاف: "حتى الآن، ركزت معظم الأبحاث على الأشخاص الذين أصيبوا بجروح متعددة في الرأس، مثل الملاكمين ولاعبي كرة القدم الأمريكية، وهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذه التشابكات البروتينية في المرضى الذين أصيبوا إصابة واحدة في الرأس".
ويساعد بروتين تاو عادة على توفير الدعم الهيكلي للخلايا العصبية في الدماغ، حيث يعمل كنوع من السقالات، ولكن عندما تتلف خلايا الدماغ ، فإنه يمكن أن يشكل كتلا أو "يتشابك"، وهذا التشابك يمكن أن يكون علامة من علامات الإصابة بألزهايمر وأشكال أخرى من الخرف، حيث أنه يرتبط بتلف الأعصاب التدريجي.
ويمكن أن يتشابك بروتين "تاو" قبل سنوات من بدء ظهور أعراض مثل فقدان الذاكرة، وتجدر الإشارة إلى أن هذا البحث لا يشير إلى أن إصابة الدماغ ستؤدي تلقائيا إلى الخرف، حيث أنه لم يطور جميع الذين تعرضوا لإصابة في الرأس تشابكا في البروتين السام، لكن أولئك الذين تشكلت لديهم كتل "تاو" كانوا على الأرجح أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر.
المصدر: ميرور