وقال الأطباء إن الدراسة، التي تتبعت أكثر من 100 ألف شخص في فرنسا (بلغت أعمارهم 42 عاما في المتوسط)، تلقي ضوءا أكبر على المشكلة هذه لاتخاذ إجراءات حكومية قوية لخفض استهلاك المشروبات السكرية.
وتابعت الدراسة المشاركين لمدة 5 سنوات وسطيا، حيث قيّمت تناولهم لأكثر من 3 آلاف عنصر مختلف من الطعام والشراب، في بداية الدراسة وكل 6 أشهر، مع إكمال كل شخص على الأقل لاستبيانين غذائيين على مدار 24 ساعة.
ووجد الباحثون أن استهلاك 100 مل من عصير الفواكه النقي (الطبيعي) يوميا- سواء كان طازجا أو يُباع في زجاجة، يزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان بنسبة 12%. كما أن شرب الكمية نفسها من المشروبات الغازية المحلاة، يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 19%.
وكشفت النتائج أن 22 فردا لكل ألف مشارك في الدراسة، أصيبوا ببعض أشكال السرطان.
وكتب الأكاديميون في المجلة الطبية البريطانية: "تدعم البيانات هذه أهمية التوصيات الغذائية الحالية للحد من استهلاك المشروبات السكرية، بما في ذلك عصير الفواكه، وكذلك الإجراءات السياسية مثل فرض الضرائب والقيود التسويقية المستهدفة للمشروبات السكرية، التي قد تساهم في الحد من حالات الإصابة بالسرطان".
وبهذا الصدد، انتقد الخبراء تسويق عصير الفواكه في جميع أنحاء العالم باعتباره منتجا "صحيا"، محذرين من أن المشروبات هذه غنية بالسكر.
وقال البروفيسور نيكولاي بتروفسكي، من جامعة "فليندرز" في أستراليا: "ما يزال الناس مخدوعين في الاعتقاد بأن المشروب الطبيعي يعادل "تلقائيا" الخيار الصحي. ويمكن أن تكون عصائر الفواكه الطبيعية الغنية بالسكر، سيئة مثل (إن لم يكن أكثر) المشروبات الغازية".
وتعد السمنة سببا معروفا للإصابة بـ 13 نوعا مختلفا من السرطان، ولكن الدراسة الجديدة وجدت أن الأفراد النحيفين يتعرضون لخطر متزايد إذا تناولوا المشروبات السكرية أو عصير الفاكهة.
وقال فريق البحث، إن زيادة الوزن "يمكن ألا تكون الدافع الوحيد للعلاقة بين المشروبات السكرية وخطر الإصابة بالسرطان".
وأشاروا إلى أبحاث أخرى أوضحت أن المشروبات السكرية تعزز تراكم الدهون حول البطن، حتى لو تمتع الفرد بوزن صحي، والذي بدوره يحفز نمو الأورام.
ورغم النتائج، يفترض العلماء أن هناك علاقة سببية حقيقية بين تناول المشروبات المحلاة ونمو السرطان، وهذا ما يتطلب إجراء المزيد من البحث.
المصدر: ديلي ميل