وكشف باحثو جامعة هارفارد أن تريليونات بكتيريا الأمعاء، التي نتعايش معها بسلام (في الغالب)، يمكن أن تعمل ضدنا أحيانا.
واكتشفوا أيضا أن بعض أنواع بكتيريا الأمعاء يمكنها تحطيم العقاقير، مثل تلك المستخدمة لعلاج مرض باركنسون، ما يجعلها غير فعالة أو حتى سامة.
ويمكن أن يساعد اكتشافهم يوما ما على تطوير عقاقير تمنع أو تتجاوز محاولات القناة الهضمية، لابتلاع العقار قبل الوصول إلى الهدف.
ويختلف مدى عمل العقاقير من شخص لآخر، استنادا إلى مجموعة لا حصر لها من العوامل، بما في ذلك وزن الجسم وعملية التمثيل الغذائي.
وينتقل أي عقار يؤخذ عبر الفم، من خلال الجهاز الهضمي، لذا يجب أن يُصمم لمقاومة محاولات الجسم البشري لهضمه، ليصل إلى الهدف النهائي.
ومع ذلك، بينما نتعلم المزيد عن تريليونات الكائنات الحية (أي البكتيريا) التي تعيش في الأمعاء البشرية، وجد الباحثون أن تلك البكتيريا تعمل "ككيمياء رائعة" لتحطيم أشياء أخرى لا يمكن لجسمنا تحطيمها، بما في ذلك الألياف وبعض العقاقير.
وبعد اكتشاف تأثير الميكروبات على عقاقير علاج قصور القلب، تحول باحثو جامعة هارفارد لدراسة عقار باركنسون، لمعرفة ما يمكن أن تفعله أنواع البكتيريا المعوية الأخرى بالعقاقير.
وفي الدراسة، اختبروا نشاط ميكروب الأمعاء على عقار يسمى L-dopa، الذي يُستخدم لعلاج مرض الشلل الرعاشي، وهو حالة عصبية غير قابلة للشفاء تتميز بنقص الدوبامين.
ويحل العقار مكان بعض الناقلات العصبية في دماغ المريض، ولكن دراسة سابقة أظهرت أن ما بين واحد و5% فقط من العقار تتجاوز حاجز الدم في الدماغ للوصول إلى الهدف، لذا يجب أن تكون الجرعة عالية.
ودُمج العقار الآن مع دواء آخر يمنع الجسم من استقلاب الدوبامين، ولكن العلماء ما زالوا يريدون معرفة إلى أين يتجه الدوبامين خلاف ذلك.
وفي الماضي، منعت المضادات الحيوية الجسم من تحطيم الدوبامين بشكل فعال، لذا شكك الباحثون في أن بكتيريا الأمعاء التي تقضي عليها المضادات، تستطيع بدورها القضاء على الدوبامين.
وقام الباحثون باختبار L-dopa ضد مجموعة من أنواع بكتيريا الأمعاء البشرية، ووجدوا أن نوعا واحدا على وجه الخصوص يلتهم L-dopa.
ويأمل فريق البحث في أن تقدم الدراسة لصناع الأدوية طريقة جديدة لتطوير جزيئات من شأنها إيقاف أنواع خاصة من الميكروبات، على أمل تصنيع نسخة أكثر فعالية من عقار L-dopa.
ونُشرت الدراسة في مجلة Science.
المصدر: ديلي ميل