وتقول الدراسة إن الأطفال الذين يعيشون في مساكن عامة، حيث تكون هذه المواد شائعة، لديهم مستويات من السموم في الدم والبول تصل إلى 15 مرة أكثر من أولئك الذين لم يتعرضوا لها.
ويحذر الباحثون من أن هذا سبب آخر يعزز الفوارق الصحية بين الأثرياء والفقراء، مشيرين إلى أن المواد الكيميائية المثبطة للاحتراق (المعروفة باسم PBDE)، ترتبط بالتأخر في النمو العصبي والغدد الصماء وتوقف الغدة الدرقية، والسمنة والسرطان وأمراض أخرى.
وحذرت الدكتورة، هيذر ستابلتون، من جامعة ديوك، التي قدمت النتائج التي توصلت إليها الدراسة في مؤتمر الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، هذا الأسبوع، من أنه بالرغم من محاولات كبح هذه المواد الكيميائية، إلا أنها ما تزال منتشرة.
وتستخدم المواد الكيميائية التي تحقق فيها الدكتورة ستابلتون وزملاؤها، والتي تم جمعها ضمن المركبات العضوية شبه المتطايرة، في الأجهزة الإلكترونية والأثاث ومواد البناء.
وتم ربط مثبطات اللهب المستخدمة في معظم الأرائك والسجاد والتلفزيونات، بتوقف نمو الدماغ والجهاز التناسلي لدى الأطفال.
كما وجدت نتائج الدراسة أن مادة "الفثاليت" التي عثر عليها في أرضيات الفينيل والسجاد، تعطل طريقة تخزيننا للدهون، ما يعزز الإصابة بالسمنة.
وقامت مدرسة نيكولاس للبيئة التابعة لجامعة ديوك، بالتعاون مع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وجامعة بوسطن، بهذه الدراسة التي دامت 3 سنوات، حول تأثير التعرض لهذه المواد الكيميائية داخل المنزل، على 203 أطفال من 190 عائلة.
وحللت الدراسة عينات من الهواء الداخلي والغبار الداخلي والرغوة المجمعة من الأثاث في كل بيت من بيوت الأطفال المشاركين، بالإضافة إلى عينات مسح اليد والبول والدم لكل طفل.
ثم قام الباحثون بعد ذلك بتحديد 44 مؤشرا حيويا للتعرض لمواد كيماوية مختلفة، بما في ذلك الفثالات وإسترات حمض الفوسفوريك، ومثبطات اللهب المبرومة، والبارابين، والفينول، والعوامل المضادة للبكتيريا، والبولي فلورو ألكيل والبيرفلورو ألكيل.
ووجد الباحثون أن الأطفال المعرضين لهذه المواد الكيميائية، لديهم مستويات عالية من السموم في الدم والبول، ويحذر الباحثون من أن هذه السموم يمكن أن تؤثر على نمو المخ وأن تؤدي إلى السمنة وارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان.
المصدر: ديلي ميل