فمن المرجح أن يبقى الناس في علاقة على الرغم من عدم رضاهم عنها، إذا أرادوا أن يجنبوا شركاءهم آلام الانفصال، وفقا لما كشفته أبحاث جامعة يوتا.
وكشفت النتائج أن الأمريكيين اللذين يتصفون بشكل عام بأنهم الأكثر معاناة من القلق والإجهاد، يصف غالبيتهم (64%) علاقاتهم العاطفية بأنها سعيدة، وفقا للاستطلاع الذي أجراه الباحثون.
ولكن بالنسبة للثلث الآخر، فإن الخوف من أن يكون شريكهم أكثر ارتباطا بالعلاقة وأن ينهار من دونهم، قد يكون التفكير الوحيد الذي يمنعهم من قطع العلاقة غير السعيدة.
وكُرست أبحاث كثيرة لدراسة الوقت الذي يجب أن يرتبط فيه الشخص بالطرف الآخر، ووجدت أن فترة عامين قد تكون مثالية لاتخاذ قرار الزواج.
حيث أن الأزواج الذين ظلوا معا لمدة عامين قبل الزواج، كانوا أقل عرضة بنسبة 20% للطلاق، مقارنة بالأزواج الذين أمضوا سنة واحدة فقط معا قبل الزواج.
لكن البقاء لفترة أكثر من عامين قبل اتخاذ قرار الزواج، قد يجعل العلاقة تندفع نحو الطلاق في وقت لاحق.
وأرادت الدكتورة سامانثا جويل، وهي عالمة نفسية في جامعة يوتا، أن تأخذ نظرة أكثر تفاؤلا على البقاء أو قطع العلاقة، وقالت إن كل الأبحاث السابقة بحثت عن أسباب تتعلق بالمصلحة الذاتية، حيث سيبقى شخص ما في علاقة غير سعيدة، مثل التفكير في أنه لن يكون لديه خيار أفضل.
وقامت هي وفريقها بمسح وتتبع 1348 شخصا في العلاقات على مدار 10 أسابيع، ونظروا في تلك الأسباب التقليدية للبقاء، وشعور الشريك بالالتزام تجاه الشخص الآخر، وكم من الوقت والطاقة استثمروا في العلاقة ومقدار ما سيخسرونه إذا قطعوا العلاقة، والمخاوف من عدم العثور على شريك بديل، وحاول فريق البحث أيضا التساؤل عن السبب الذي يجعل الشخص يستمر في علاقة فاشلة.
ووجدت النتائج أنه عندما كان لدى الناس شعور بأن شريكهم لا يريد أن تنتهي العلاقة، وأنهم سيعانون إذا ما فعلوا ذلك، فإنهم يميلون إلى وضع رغبتهم الخاصة جانبا والاستمرار في العلاقة رغم عدم شعورهم بالرضا والسعادة.
ولاحظ فريق البحث أن الأمر لا يتعلق فقط بالعلاقات العاطفية بل إنه يشمل أيضا الزواج، حيث أن نكران الذات يجعل عددا من الأزواج يستمرون في علاقة غير سعيدة.
وأوضحت الدكتورة جويل أن "نكران الذات سلاح ذو حدين"، وقد يكون مفيدا في سياق العلاقة السليمة والسعيدة، ولكن يجب التخلي عنه عندما لا تسير العلاقة بشكل جيد.
فنكران الذات "يساعد الناس في الحفاظ على علاقة جيدة، لكنه قد يطيل علاقة فاشلة".
وأوضحت الدكتورة جويل: "هذا يحدث عندما يكون هناك شريك ضعيف، وآخر أكثر التزاما.. وإذا كانت هناك هذه الثغرة، فهذا يعني أن القلق سيسيطر على الشريك الأكثر التزاما، من خلال الشعور بالذنب تجاه الآخر".
المصدر: ديلي ميل