ووجد الباحثون من جامعة لندن و"ESCP Europe Business School"، أن الموظفين الذين بذلوا جهدا إضافيا بشكل متواصل أفادوا بأنهم أكثر فقرا وغير راضين عن الأمان الوظيفي والترقيات.
ونظر فريق البحث في ما يقارب من 52 ألف موظف من 26 دولة أوروبية شاركوا في المسح الأوروبي لظروف العمل. وقام الباحثون بتحليل آثار العمل الإضافي و"كثافة العمل"، أو الكمية النسبية للجهد المبذول في مهام العمل على مقاييس الرفاهية (الإجهاد والتعب والرضا الوظيفي)، بالإضافة إلى النتائج ذات الصلة بالوظائف مثل الأمن الوظيفي والتقدير الوظيفي.
وبدأ المسح في عام 1990، وهو يدرس الجوانب المختلفة لظروف العمل، ويحدد المجموعات المعرضة للخطر ويرصد الميول والتوجهات في بيئة العمل.
ووجد الباحثون أن زيادة "كثافة العمل"، والتي تم تحديدها بأنها العمل في وقت ضيق وبوتيرة سريعة، ترتبط بانخفاض مستوى الرفاه وانخفاض جودة العمل، وتؤثر على الصحة البدنية والعقلية بشكل سيئ.
وتوصل الباحثون إلى أن هذا الانخفاض في الأداء يعني أن أرباب العمل لن يكونوا معجبين بأعمالهم الشاقة الإضافية، حيث أن كثافة العمل وفقا للدكتور أرجيرو أفوستاكي، وهو أستاذ مساعد في "ESCP Europe Business School"، تؤثر على جودة العمل، ما يقلل من رضا أرباب العمل على هؤلاء الموظفين، على الرغم من أنهم كانوا يقومون بذلك العمل المكثف على أمل أن يتم تقديرهم.
وأضاف الدكتور أفوستاكي: "من الأفضل تجنب كل من كثافة العمل المرتفعة وساعات العمل الطويلة، ولكن إذا كان عليك اختيار واحدة، فاختر ساعات أطول"، وتابع: "في العديد من المهن، يتجنب الناس الاستراحة لإنجاز المزيد من العمل، لكننا نريد أن يدرك الموظفون أن أخذ استراحة أو إبطاء وتيرة العمل قد يساعدهم في الحفاظ على صحتهم".
ويوضح أفوستاكي أن أصحاب العمل يقدرون الموظفين الذين يجيدون أعمالهم ويتقنون المهام الموكلة إليهم، وليس أولئك الذين يعملون أكثر من اللازم، ولذلك يجب ألا تعمل بشكل كثيف ومجهد لإقناع رئيسك في العمل بأنك الأفضل، بل إن نتائج الدراسة ستشجع الموظفين على العمل دون ضغط من أجل الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية للموظف وضمان حسن أدائه المهني.
المصدر: ديلي ميل