ووجد الباحثون منطقة الدماغ المسؤولة عن الذكريات التي يمكن تشغيلها من قبل الأطفال الصغار قبل أن يتعلموا الكلام.
وكان الباحثون يظنون في السابق أن ذاكرتنا المبكرة تتشكل في عمر يناهز ثلاثة أعوام ونصف، وقد يؤدي هذا الاختراق إلى تشخيص مبكر لاضطرابات الدماغ التنموية مثل عسر القراءة والتوحد.
وخلال هذه الدراسة الأولى من نوعها، تم فحص أدمغة 22 طفلا في عمر سنتين، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي.
ونظر الفريق، بقيادة البروفيسورة، سيمونا غيتّي، إلى الحصين، وهو بنية صغيرة في وسط الدماغ، ووجدوا أن قرن آمون كان أكثر نشاطا عندما يسمع الطفل تهويدة (أغنية هادئة رقيقة تغنيها وترددها الأم لتشجع طفلها على النوم) تعلمها سابقا.
ولوحظت أعلى استجابة لدى أولئك الذين تذكروا بشكل جيد المكان الذي تعلموا فيه الأغنية واللعبة المتعلقة بها.
وقال فريق البحث إن هذا يسلط الضوء على دور الحصين في التطور المبكر للذاكرة العريضة البشرية، وهي القدرة على تذكر مكان حدوث الأشياء وما كان يحدث في ذلك الوقت.
وقالت البروفيسورة غيتّي: "نتائجنا تقدم دليلا مباشرا على وجود صلة بين وظيفة الحصين وقدرة الذاكرة المبكرة".
وقال الباحث جاناني برابهاكار، إن "الذاكرة العرضية، وهي القدرة على تذكر الأحداث الماضية جنبا إلى جنب مع عناصر السياق المكاني والزماني، أمر بالغ الأهمية للتجربة الإنسانية"، وأضاف قائلا: "تظهر هذه القدرة في مرحلة الطفولة وتخضع لتحسن كبير في السنتين أو الثلاث الأولى من العمر".
وقد ناقش علماء النفس منذ أكثر من قرن ظاهرة "فقدان الذاكرة لدى الأطفال"، وهي عدم القدرة على تذكر السنوات القليلة الأولى من حياتنا، وكانت دراسات سابقة قد اقترحت أن الأطفال بسن لا يتجاوز 6 أشهر يمكن أن يشكلوا ذكريات قصيرة وطويلة المدى على حد سواء، كما يمكن للأطفال في سن ما قبل المدرسة تذكر الأحداث السابقة.
المصدر: ديلي ميل
فادية سنداسني