ويتميز إنزال المعدات الحربية مثل العربات والمدرعات بأنه أمر خطير، كانت قيادة الجيش السوفيتي سابقا تمنح الأفراد والضباط الذين يقومون به أوسمة خاصة.
ويتلقى المظليون قبل تنفيذ العملية الخطيرة دورات خاصة، حيث يقوم أفراد طاقم العربة بترتيب مظلاتها الرئيسية والاحتياطية ويتأكدون من جاهزية كل أجزائها ومتانتها.
وأنزلت عربة مشاة قتالية يركبها العسكريون بالمظلات لأول مرة، في يناير عام 1973، ونفذت العملية الفرقة 106 المرابطة في مدينة تولا، وذلك باستخدام طائرة النقل العسكري "إن-12".
ويمكن القول إن سلاح المظليين الروسي وحده الذي تمكن من تكنولوجيا إنزال العربات القتالية المدرعة التي يركبها الأفراد. أما المظليين في جيوش أخرى فلا يمكنهم حتى الآن تنفيذ تلك العملية الخطيرة.
وقد حاول المظليون الفرنسيون تكرار التجربة الروسية، واستدعت قيادتهم سجينا محكوم بالإعدام، وتعهدت بالإفراج عنه في حال نجاح التجربة، إلا أنه لقي مصرعه داخل العربة التي تم إنزالها عقب اصطدامها بالأرض.
وقال ابن القائد الأول الأسطوري لسلاح المظليين السوفيتي بطل روسيا، ألكسندر مارغيلوف، الذي سبق له أكثر من مرة أن شارك في إنزال العربات بالمظلات، إن العربة القتالية تتأرجح بعد إسقاطها من الطائرة كأنها بندول، حيث يبلغ التأرجح أحيانا 135 درجة، قبل أن تفتح مظلات الفرملة ثم المظلات الرئيسية. ويشعر الأفراد كأنهم في حالة انعدام الوزن، وتحميهم خوذ خاصة من أي إصابات قد تهدد حياتهم.
وكان المهندسون العسكريون السوفيت قد قرروا تصميم منظومة الإنزال الأكثر حداثة، وأطلقوا عليها تسمية "رياكتافر"، تبلغ سرعة سقوطها 25 مترا في الثانية يتم كبحها عند سطح الأرض حتى الصفر عمليا بواسطة تشغيل محركات نفاثة.
وتم اختبار المنظومة في شتاء عام 1976 في ضواحي مدينة بسكوف بمشاركة أفراد الفرقة 76 للمظليين.
وفي نهاية تسعينيات القرن الماضي، تسلم المظليون الروس منظومة جديدة تسمى "باختشيا". واختلفت عن سابقتها بأنها تتيح فرصة إنزال طاقم كامل في عربة "بي إم دي-3" (عربة الإنزال القتالية-3) وليس طاقما مختصرا كما هو الحال في منظومة "رياكتافر" القديمة.
وتستمر وزارة الدفاع الروسية حاليا في العمل على تطوير منظومات إنزال العربات القتالية بالمظلات. ويتوقع أن يتسلم سلاح المظليين الروس العام الجاري منظومة "باختشا-أو-بي دي إس" الحديثة المخصصة لإنزال عربات "بي دي إم 4 إم" و" بي تي آر-إم دي إم" مع أطقمها.
المصدر: نوفوستي
يفغيني دياكونوف