وعلى الرغم من أن الباحثين من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا توصلوا إلى هذه النتائج من خلال التجارب على الفئران، إلا أنها قد تساعد يوما ما على تطوير علاجات محسنة أو حتى اتخاذ تدابير وقائية ضد الأمراض العقلية.
ويربط العلماء الوحدة والعزلة الاجتماعية بزيادة معدلات الإصابة بالاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، بل إنها ترتبط أيضا بالأمراض الجسدية حيث تزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة.
وتنتج أدمغة الأشخاص الوحيدين المزيد من هرمون التوتر، الكورتيزول، وهو ما قد يؤدي للإصابة بالتهاب شامل، كما يمكن للوحدة أن تؤدي بدورها إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والنوع الثاني من داء السكري والخرف، خاصة لدى أولئك الذين يعانون من الوحدة المزمنة أو يشعرون بذلك.
وخلال التجارب، كانت الفئران التي تم عزلها لفترات طويلة تنتج المزيد من البروتين المرتبط بالخوف، ويقول العلماء إن القوارض بدأت بزيادة إنتاج المادة الكيميائية، المعروفة باسم "Tac2/NkB". والتي يعتقدون أنها المسؤولة عن جعل الحيوانات أكثر استجابة للتهديدات والمخاوف.
ولكن، تم عكس السلوك عندما حقنت القوارض بعقار يسمى "osanetant"، يستهدف المركب الكيميائي، ما يوفر أملا في تطوير أدوية للفجيعة والإجهاد ومساعدة السجناء المحتجزين في السجن الانفرادي أيضا.
وتم تطوير "osanetant" كعلاج محتمل لمرض انفصام الشخصية والاكتئاب الشديد، وعلى الرغم من أنه آمن، إلا أنه فشل في معالجة هذه الاضطرابات النفسية.
وقال الدكتور ديفيد أندرسون، الذي يدرس علم الأعصاب والعواطف في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إن "دراستنا تثير احتمال أن هذا العقار يمكن إعادة توجيهه لعلاج الاضطرابات النفسية الأخرى المرتبطة بتأثيرات العزلة الاجتماعية في البشر، ليس فقط في السجن الانفرادي ولكن ربما في حالات الإجهاد الشديد أو أنواع أخرى من الإجهاد".
المصدر: ديلي ميل
فادية سنداسني