ووجدت الدراسة أن الأطفال يفضلون بشكل غريزي الألعاب التي تستهدف الدور التقليدي لجنسهم، حيث يوجد محرك فطري يدفع الأطفال من الذكور نحو تفضيل ألعاب مثل الشاحنات أو السيارات أو الألعاب العنيفة والعدوانية مثل البنادق والألعاب التي تجسد الجنود وإلى غير ذلك، بينما تفضل الفتيات فطريا أيضا الدمى وأدوات المطبخ وأدوات التجميل وغيرها من الألعاب المخصصة لهن.
وأكدت الدراسة أن الأطفال يتأثرون بالآباء والأمهات وغيرهم من البالغين من حولهم وكذلك بما يرونه على شاشات التلفزيون، ووفقا للنتائج فإن الفتيات يتأثرن بشكل أكبر من الأولاد بهذه العوامل.
وذكرت الدراسة أن الأولاد يلتزمون بالألعاب المخصصة لهم، خاصة مع تقدمهم في السن، وحتى في حال أعطيتهم ألعابا أنثوية فإنهم يستخدمونها بشكل عدواني، حيث يمكن على سبيل المثال أن يقوموا بتحويل دمية إلى بندقية.
واستندت الدراسة التي أعدها فريق بقيادة علماء النفس في جامعة لندن، إلى الأدلة التي جمعها باحثون مختلفون من جميع أنحاء العالم الغربي على مدى عقود وبعضها يعود إلى عام 1930.
وقال الباحثون إنه على الرغم من الاختلاف المنهجي في اختيار نوعية الألعاب وعددها، وأيضا اختلاف أعمار الأطفال، إلا أن "التأثير الفطري" على سلوكيات الأطفال وفقا للفروق الجنسية كان واضحا للغاية في اختياراتهم.
وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي يتعمّق فيه الجدل بشأن اختيار ألعاب الأطفال، حيث أنه تم تسجيل تراجع لدى الفتيات في اللعب بالدمى وغيرها من الألعاب المخصصة لهن، وأشارت الدراسة إلى أن "أحد التفسيرات هو أن الفتيات يتعرضن، على مر السنوات، للضغوطات المتزايدة لاستخدام ألعاب محايدة" بفضل تزايد الإعلانات التي تتضمن محتوى موجه للجنسين، وتنوع وسائل الإعلام الموجهة للأطفال، وهذا ما قد يشير، وفقا للطبيب النفسي بريندا تود من جامعة سيتي، إلى أن مثل هذه التغيرات "هي خطوة نحو تحقيق قدر أكبر من المساواة بين الجنسين في المجتمعات الغربية حيث أجريت معظم الدراسات".
المصدر: ذي صان
فادية سنداسني