وبمجرد ظهورها، لا تتحرك هذه السحابة، حيث تبدو ببساطة معلقة في السماء قبل أن تتلاشى في النهاية.
وعلى الرغم من غرابة هذه الظاهرة، إلا أن سكان المدن التي تحيط بسحابة تاييري، لا يخافون منها على الإطلاق. وقد أطلقوا عليها اسم "حيوان تاييري الأليف".
وتظهر السحابة المستطيلة التي تحلق في السماء بشكل متكرر بين مدينتي ميدل مارش وهايد، في منطقة أوتاغو في جزيرة نيوزيلندا الجنوبية، بحسب ما أفاد السكان المحليون.
وتمكن العلماء من وكالة ناسا من التقاط المشهد في شهر سبتمبر الماضي في صور الأقمار الصناعية.
وقبل ذلك، تم التقاط هذه الظاهرة آخر مرة في عام 2020 بواسطة الضابط الأول في الخطوط الجوية النيوزيلندية جيف بيكيت، الذي كان على متن طائرة متجهة إلى دنيدن، وهي مدينة في الجزيرة الجنوبية.
وقال في حديث لصحيفة "أوتاغو ديلي تايمز": "أطير منذ 20 عاما ولم أر شيئا كهذا من قبل. هذه هي السحابة الأكثر إثارة للإعجاب على الإطلاق". مشيرا إلى أنه عند مراقبتها يمكن ملاحظة أنها كانت تستمر في الارتفاع.
وكان أول سجل لاكتشاف هذه السحابة في 29 أكتوبر 1896، حيث ذكرت صحيفة Otago Witness التي لم تعد موجودة الآن، أن ظهور السحابة دليل على قدوم اضطراب جوي قوي، ثم كتبت لاحقا أنه هناك عاصفة قوية حدثت واستمرت طوال الأسبوع وأضرت بالمحاصيل.
ويعرف هذا التكوين السحابي باسم سحابة عدسية من نوع السحاب الركامي المتوسط (ASLC)، والمعروف أيضا بالسحب العدسية، وهي نوع من السحب التي تتميز بشكلها العدسي الممدود والمسطح.
وهذا النوع من السحب يتكون عادة فوق الجبال أو التكوينات الجغرافية الكبيرة، على ارتفاعات متوسطة، بين 2 إلى 7 كيلومترات فوق سطح الأرض.
وتتشكل عندما يتدفق الهواء الرطب حول عقبة، مثل جبل، مما يؤدي إلى تصاعد وتكاثف الهواء على شكل سحب عدسية.
تُعرف هذه السحب بأنها "ثابتة"، حيث تظل في مكانها حتى مع تغير الظروف الجوية المحيطة.
وتعد هذه الظاهرة مؤشرا على تغييرات في الطقس، وغالبا ما تكون علامة على وجود اضطرابات جوية في المنطقة. وتُستخدم أيضا في الدراسات المناخية والجوية لفهم أنماط الحركة الهوائية.
المصدر: ميترو