وقال:" كيف يختار دماغنا مواضيع الأحلام؟ - لم يكن من الممكن معرفة ذلك على وجه اليقين. لكن العلماء يسيرون نحو الحقيقة فيصيبون أحيانا ويخطئون أحياناً، وقد أجروا تجارب فيما يتعلق ببرمجة الأحلام".
ومضى قائلا :"كشف الباحثون في معهد "ماساتشوستس" التكنولوجي عن ابتكارهم، وهو بروتوكول للتحكم في الأحلام عن طريق برمجتها. وأكدت دراستهم أنه يمكن حقا بمساعدة بعض التلاعبات التأثير على اختيار موضوع الحلم وقت النوم. وذهب العلماء إلى أبعد من ذلك. فتمكنوا مؤخرا من إثبات أنه تظهر بفضل برمجة الأفلام فرصة لزيادة القدرات الإبداعية. ويبدو الأمر رائعا فعلا! وهنا تحدثنا عن التجربة مع الكسندر كالينكين أحد علماء النوم الروس الرائدين، ورئيس مركز طب النوم في مركز البحوث الطبية والتعليم بجامعة موسكو الحكومية".
قال الأستاذ كالينكين:" بدأ كل شيء في الستينيات، ثم ظهر مذهب علمي شائع هو hypnopedia، أو بالأحرى مبدأ التعلم أثناء النوم، حيث قام أتباع هذه الفكرة بتشغيل شريط مسجّل وذهبوا للنوم. كان من المفترض أن يتذكر الإنسان أثناء النوم المعلومات بسهولة بدلا من حفظها في النهار". وهذا يعني أن محاولات "تحميل" الدماغ بمعلومات معينة أثناء النوم قد تم إجراؤها من قبل مرارا وتكرارا. وإن برمجة الأحلام التي تتحقق اليوم لزيادة الإبداع تعتمد في الواقع على خبرة المبدعين المشهورين. ومن أبرز الأمثلة على ذلك سلفادور دالي والمخترع توماس إديسون. فقد كان هذا الفنان الأسطوري يغطس في النوم وبين أصابعه ملعقة. وفي أثناء النوم تسترخي العضلات وتسقط الملعقة مما يوقظ دالي. ثم يرسم الصور التي أتت إليه وهو على وشك الانغماس في النوم أين بين النوم واليقظة".
ويُعتقد أن الجدول الدوري للعناصر الكيميائية كان يحلم به العالم الروسي البارز ديمتري مندلييف. أما مخترع المصباح الكهربائي وجهاز الفونوغراف توماس إديسون فتصرف على النحو التالي: وضع بجانب الكرسي الذي كان مفترضا أن يغفو فيه لوحا معدنيا وقلما وورقة. وأخذ كرة معدنية في يده. وعندما نام انفتحت اليد وسقطت الكرة على المعدن، ثم فتح المخترع عينيه وكتب على الفور ما خطر بباله أثناء الانتقال من اليقظة إلى النوم.
يتصرف الباحثون في معهد "ماساتشوستس" التكنولوجي بطريقة مشابهة لطريقة سلفادور دالي. لكن بدلا من الملعقة التي أيقظت الفنان التشكيلي يستخدمون الاجهزة ، وهناك جهاز خاص يقيّم معدل النبض والمقاومة الكهربائية للجلد وغيرها من القيم. وبالتالي ، يحدد الجهاز بدقة اللحظة التي ينام فيها المتطوع. ثم يتم تشغيل ساعة التوقيت ، وها هو الجهاز يوقظ المتطوع قليلا في مرحلة النوم الأولى (N1) أي وهو نصف نائم، ويجب على المشاركين في التجربة أن يقولوا ما هي الصور التي رأوها للتو. فيتم تسجيل هذه البيانات.
أما برمجة الأحلام فهي تتحقق من خلال أصوات معينة.
وفي مرحلة N1 لا يزال الدماغ بين اليقظة والنوم، وهو يكون قادرا على إدراك الإشارات السمعية جزئيا.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا