مباشر

"الناجي الوحيد" من الطائرة الليبية.. هل هي مصادفة؟

تابعوا RT على
في كارثة جوية وقعت في 12 مايو عام 2010، نجا طفل هولندي بأعجوبة، فيما قتل جميع ركاب طائرة الخطوط الجوية الإفريقية، تحطمت قبل لحظات من وصولها إلى مدرج الهبوط في مطار طرابلس الدولي.

طائرة الإيرباص الليبية "إيه 330-200" كانت في ذلك الوقت على وشك إكمال رحلة استغرقت أكثر من سبع ساعات عبر القارة الأفريقية، انطلاقا من جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا.

في حوالي الساعة 06:00 بالتوقيت المحلي، هوت طائرة شركة الخطوط الجوية الإفريقية في الرحلة رقم "8 يو 771"، وكان على متنها 93 راكبا، و11 من أفراد الطاقم، وانفجرت عند اصطدامها بالأرض، على بعد كيلو مترين من المهبط الشرقي لمطار طرابلس الدولي.

الطفال "الناجي الوحيد" من تلك المأساة يبلغ من العمر 9 سنوات ويدعى روبن فان إيشوت. نجا بحياته لكنه أصبح يتيما تماما بوفاة والديه وشقيقه الأكبر إنزو البالغ من العمر 11 عاما.

أصيب الطفل الهولندي بأربعة كسور في ساقيه، وبكدمات ورضوض في أنحاء جسمه، وفقد الكثير من الدماء، ولحسن الحظ لم تصب أعضاؤه الحساسة الأخرى بأي أضرار كما لم يصب بنزيف داخلي.

هكذا انتهت رحلة أسرة هذا الطفل إلى جنوب إفريقيا للاحتفال بذكرى زواج الوالدين في العاصمة الليبية طرابلس قبل الوصول على محطة العودة هولندا.

نجاة الطفل الهولندي في تلك الكارثة الجوية حادثة شبيهة بالمعجزة، حيث لم يجد المسؤولون والمختصون أي تفسير لبقائه على قيد الحياة دون 103 آخرين، بينهم 57 هولنديا وستة من جنوب إفريقيا و13 ليبيا بما في ذلك جميع أفراد الطاقم، ونمساويان، وألماني واحد، وواحد من زيمبابوي، وفرنسي، وبريطانيان، و19 من جنسيات أخرى.

في تلك الساعات وفيما كان "روبن" يرقد في المستشفى لتلقي العلاج، وصل عمه وعمته على متن طائرة تابعة لوزارة الخارجية الهولندية إلى طرابلس وهرعا على الفور إلى زيارته في المستشفى، للوقوف معه في هذه المحنة الكبيرة وللتخفيف عنه في هذه الخسارة التي لا تعوض، وبالتدريج أبلغاه بالنبأ المفجع، قبل أن يعودا به في وقت لاحق إلى بلاده.

الطائرة المنكوبة وهي من طراز إيرباص "إيه 330"، صنع منها المئات منذ أن دخلت الخدمة في عام 1994، وحادثة مطار طرابلس عام 2010 كان الحادث المميت الثاني لهذا النوع من طائرات الركاب بعد الطائرة التابعة للخطوط الفرنسية التي تحطمت في رحلتها رقم 447 في عام 2009 قبالة سواحل البرازيل.

في العقود الأخيرة سُجلت عدة حالات للناجي الوحيد من كوارث جوية، في أغلبها كُتبت السلامة وعمر جديد للأضعف والأكثر عرضة للأذى، وهم الأطفال.

بشأن هذه الظاهرة يقول باتريك سميث وهو طيار أمريكي، وصاحب مؤلفات في شؤون الطيران: "قد تبدو فكرة الناجي الوحيد مجرد صدفة، لكنها حدثت عدة مرات".

شواهد على الطفل "الناجي الوحيد":

في 30 يونيو عام 2009، تحطمت طائرة "إيرباص إيه 310 " في المحيط الهندي قبالة سواحل جزر القمر. من بين 153 شخصا على متنها، نجت فتاة تبلغ من العمر 14 عاما، وكانت لا تجيد السباحة، وعثر عليها متشبثة بالحطام بعد 13 ساعة من سقوط الطائرة في المياه.

وفي حادثة حدثت هي الأخرى في عام 2010، تحطمت طائرة من طراز "سيسنا" ذات محرك واحد في الولايات المتحدة، قتل جميع من كان على متنها، ونجت ابنة الطيار ذات الخمس سنوات.

وقبل ذلك في عام 2003، لقي 117 شخصا مصرعهم إثر تحطم طائرة ركاب من طراز "بوينغ" قبالة سواحل البحر الأحمر، ونجا طفل سوداني صغير يبلغ من العمر 3 سنوات.

المصدر: RT

  

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا