وقام باحثون من جامعة يورك وجامعة إسيكس بتحليل أكثر من مليون إعلان قلوب مستوحدة حول العالم.
ووجدوا أن انخفاضا حادا كان في العوامل الاقتصادية عند اختيار شريك في الولايات المتحدة وفرنسا وكندا، بينما تظل الموارد المالية مهمة للأفراد في الهند.
وقال الباحث المشارك الدكتور كوينتين ليبمان: "تُظهر دراستنا أن الشخصية أصبحت أكثر أهمية في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة، لكننا لا نرى نفس الاتجاه في الهند. وبمجرد أن يتطور اقتصاد الهند أكثر، ويكون الجيل الحالي أكثر أمانا من الناحية المالية، فقد يظهر تغير في تفضيل عوامل الشخصية أيضا".
وحلل الفريق في دراسته إعلانات القلوب الوحيدة من المنافذ الإخبارية الكبرى في كندا وفرنسا والهند، وكذلك بيانات من المنشورات من 1950 إلى 1995، وإعلانات من 41 صحيفة إقليمية من كندا والولايات المتحدة في عام 1995.
وركز الفريق على اللغة المستخدمة في الإعلانات، والتي صنفوها في أربع فئات متميزة.
وركزت اللغة "الاقتصادية" على الوضع المالي للشريك المحتمل، بينما غطت "الشخصية" سمات مثل الانفتاح والانبساط.
وفي الوقت نفسه، عبرت اللغة "المادية" عن تفضيلها لأنواع الجسم، بينما غطت لغة "التذوق" الهوايات والعادات.
وأظهر تحليلهم أنه بين عامي 1950 و1995، نمت أهمية الشخصية في الدول الغربية، بينما تراجعت العوامل الاقتصادية.
وبحلول عام 1995، كانت 40 إلى 45% من الكلمات التي تستخدمها النساء لوصف شريكهن المثالي في فئة "الشخصية"، بينما ذكرت 10% فقط الموارد المالية.
وبالمثل، فإن 35 إلى 40% من الكلمات في الإعلانات التي وضعها الرجال تركز على الشخصية، في حين أن 5% فقط كانت مرتبطة بالعوامل الاقتصادية.
ومع ذلك، في الهند، ظل كل من الشؤون المالية والشخصية من القضايا الرئيسية خلال نفس الفترة الزمنية.
وحتى سبعينيات القرن الماضي، كانت حوالي 35% من الكلمات في الإعلانات تتعلق بالتمويل - وبحلول عام 1995 ارتفعت هذه النسبة إلى 60%.
وكان هناك بعض التفاوت بين الجنسين في الإعلانات، مع زيادة أكبر في أهمية العوامل الاقتصادية في الإعلانات التي تضعها النساء أكثر من تلك التي يضعها الرجال.
وقال خوشبو سورانا، معد مشارك في الدراسة، إن البيانات التي وجدناها تدعم نظرية ماسلو في التسلسل الهرمي للاحتياجات. وفي هذا الإطار، يجب تلبية الاحتياجات المادية - أي العوامل المالية - قبل أن تتمكن من التركيز على العناصر غير المادية، مثل سمات الشخصية. ومن الممكن أنه على عكس ما يحدث في الغرب، لم يتم تلبية احتياجات الناس من الدرجة الأولى، وهذا هو السبب في أننا نرى التركيز على المعايير الاقتصادية.
ويعتقد الدكتور ليبمان أننا قد نشهد تحولا في تفضيل عوامل الشخصية بمجرد تطور الاقتصاد الهندي.
وخلص إلى أن "هذا من شأنه مواءمتها مع الاتجاهات التي نراها في الدول الغربية التي أخذنا عينات منها".
المصدر: ديلي ميل