ويشير تحليل الوثائق إلى أن والدة دافنشي، كاترينا، اختطفت من منزلها واستعبدت، ثم تم تهريبها من شمال القوقاز، بمنطقة شركيسيا الواقعة شرق البحر الأسود، التي تقع الآن في جنوب روسيا (جمهورية الشركس)، وإرسالها بعد ذلك إلى البندقية.
وإذا كانت هذه الوثائق دقيقة، فهذا يعني أن ليوناردو دافنشي، الذي يُعد أحد أعظم الرسامين والعلماء في عصر النهضة الإيطالية، كان نصف إيطالي فقط.
وقد استخدم كارلو فيتشي، المؤرخ وأستاذ الأدب الإيطالي في جامعة "L’Orientale" في نابولي، الاكتشاف كموضوع لرواية تاريخية.
وقال فيتشي إن الرواية بعنوان Il sorriso di Caterina: La madre di Leonardo أو "ابتسامة كاترينا والدة ليوناردو"، تحتوي على تفاصيل دقيقة من نتائج بحثه.
ومع ذلك، لم يتم نشرها بعد في مجلة لتتم مراجعتها من قبل الأقران.
وأشار فيتشي في مؤتمر صحافي عقده يوم الثلاثاء 14 مارس: "كانت والدة ليوناردو عبدة شركسية. أخذت من منزلها في جبال القوقاز، وبيعت وأعيد بيعها عدة مرات في القسطنطينية، ثم البندقية، قبل أن تصل أخيرا إلى فلورنسا، حيث قابلت كاتب العدل الشاب، بييرو دافنشي، والد ليوناردو".
واشتهر ليوناردو دافنشي برسمه الموناليزا، وكان فنانا ومهندسا معماريا ومخترعا وعالم تشريح وعالما.
وملأ عشرات الدفاتر السرية بالملاحظات العلمية والاختراعات والملاحظات التشريحية. وإلى جانب الرسومات التفصيلية للتشريح البشري، تحتوي دفاتر ملاحظاته على تصميمات للدراجات والمروحيات والدبابات والطائرات.
ويعد البحث عن تاريخ عائلة دافنشي أمرا صعبا لأنه حتى الآن يمكن فقط تتبع أسلاف والده بشكل صحيح.
واقترح آخرون أن والدة دافنشي كانت يتيمة عاشت في مزرعة مهجورة عندما قابلت بييرو دافينشي.
لكن الحقيقة الوحيدة المعروفة عن عائلة دافنشي الشهيرة هي أن والديه لم يكونا متزوجين وأنه ولد خارج إطار الزواج في بلدة أنشيانو في توسكانا، وكان ابن كاتب العدل بييرو دافينشي وامرأة تدعى كاترينا.
وعثر فيتشي على الوثائق غير المعروفة سابقا أثناء إجراء بحث في أرشيف فلورنسا. من بينها شهادة لاتينية، موقعة من بييرو ومؤرخة في 2 نوفمبر 1452، حررت كاترينا من العبودية. وقبل عام، في 1451، كانت كاترينا قد التقت ببييرو بعد أن اشتراها فارس فلورنسي للعمل كممرضة، على حد قول فيتشي.
وأضاف فيتشي: "كاتب العدل الذي أفرج عن كاترينا هو نفس الشخص الذي أحبها عندما كانت ما تزال جارية وأنجب منها هذا الطفل".
المصدر: لايف ساينس