سجل موغابي علاوة على موهبته اللسانية اللامعة، أرقاما قياسية في عدة مجالات، فقد حكم بلاده في أجواء مضطربة وعداوة شديدة وسافرة مع بريطانيا لمدة ثلاثين عاما، كما أنه غادر الدنيا وقد ناهز عمره 98 عاما، ولولا أن انقلابا عسكريا أجبره في عام 2017 على التنحي لبقي في السلطة التي عشقها وتمسك بها بأظافره، إلى آخر يوم في حياته في عام 2019!
تميزت شخصية روبرت غابرييل موغابي بالتمرد والثورية المشبوبة وبصراحة نادرة، فهو كان يقول ما يشاء. وخاض لسانه في السياسة وتحدث عن النساء والحب والدين، من دون أي اعتبارات أو قيود من أي نوع.
شغل هذا "المناضل" الإفريقي العتيد في البداية منصب رئيس الوزراء في بلاده بين عامي 1980 – 1987، ثم أصبح رئيسا لزيمبابوي من عام 1987 إلى تاريخ الانقلاب عليه في عام 2017.
لم يرحم لسان موغابي أيا كان ممن ناصبه العداء، بما في ذلك قادة كبار في العالم، فهاجم بلا هوادة قادة بريطانيا والولايات المتحدة، وخصوم الداخل وكل من وقف في طريقه.
في إحدى المناسبات سلّط موغابي لسانه على الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وحينها كان في السلطة وقال عنه: "إذا كان الرئيس باراك أوباما يريد مني السماح بزواج المثليين في بلدي، فيجب أن يأتي إلى هنا حتى أتزوجه أولا!".
ومن معاركه مع القادة البريطانيين، قوله متحدثا عن توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني بين عامي 1997 – 2007 : "فليحتفظ بلير بإنجلترا الخاصة به، وليدعني أحافظ على زمبابوي".
أما عن نفسه فقد رد على الدعوات بتنحيه عن السلطة، متحديا خصوم الداخل والخارج بالقول: " فقط الله الذي عينني سينحيني!".
وعن عمره المديد وصموده في معاركه ضد الخصوم والمرض فقد صرّح بأسلوبه الاستفزازي الصادم قائلا: "لقد مت عدة مرات. لقد هزمت يسوع المسيح بالفعل لأنه مات مرة واحدة فقط".
وكان هذا الزعيم الإفريقي مولعا بالحديث عن النساء بطريقة خاصة تقليدية وعدائية، ومن ذلك قوله في إحدى المناسبات: "حين تنظر إلى الفتيات اللواتي أنفقتَ عليهن المال بدلا من إرساله إلى والدتك، تدرك أن السحر أمر حقيقي!".
ووجه نصيحة إلى مواطنيه الذكور قائلا: "لا تتشاجروا حتى على الصديقات. البلد مليء بالنساء الجميلات. إذا لم تتمكن من الحصول على واحدة، تعال إلى موغابي للحصول على المساعدة".
أما أشهر مقولاته التي لهجت بها الألسن ولا تزال تتردد في مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تلك التي وصف فيها الراتب الشهري بحكمة وبراعة وطرافة، حيث قال: "عندما يأتي راتبك في الوقت المناسب، تأكل الدجاج، وحين ينقص الراتب تأكل منتجات الدجاج ( يقصد البيض)، وبعد ذلك تبدأ في تناول طعام الدجاج (القمح والشعير)، وأخيرا، عندما لا يبقى من الراتب شيئا، تصبح أنت الدجاجة ذاتها، وتقضي وقتك في التسكع بحثا عما تأكله"!
المصدر: RT