وجاء في المقالة أن نشطاء النوع الجنسي LGBT، كانوا يضغطون منذ فترة طويلة لإدخال الحساسيات الحديثة في المجال الأكاديمي، مضيفة أن تغريدة من المرشحة الكندية للحصول على درجة الماجستير إيما بالادينو، والتي نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر، أعادت إشعال الجدل على ما يبدو.
وجادلت بالادينو، التي تسعى للحصول على درجة علمية متقدمة في علم الآثار، أن الأفراد المتحولين جنسيا "لا يمكنهم الهروب" من الجنس الذي وُلدوا به، لأن علماء الآثار الذين يجدون عظامهم يوما ما سيخصصون لهم نفس الجنس الذي كانوا عليه عند الولادة. ودعت بالادينو ممارسة تحديد الجنس للإنسان القديم "bull***t".
وحازت تغريدتها الأولية على أكثر من 10000 إعادة تغريد وما يقرب من 60 ألف إعجاب. وواصلت الموضوع بالقول إن "علماء الآثار المثليين وعلماء الجنس يعملون منذ عقود لفك الافتراضات التي يضعها علماء الآثار حول الجنس والهوية، اليوم وفي الماضي"، مشيرة إلى أن تصنيف أي بقايا على أنها "ذكر" أو "أنثى" نادرا ما يكون الهدف النهائي لأي تنقيب، وصرحت أن "علم الآثار الحيوية للفرد" هو ما نهدف إليه، مع مراعاة كل ما نكتشفه عن شخص ما في سيرة ذاتية دقيقة ومفتوحة لحياتهم".
واختتمت حديثها بطمأنة مجتمع LGBT أنه حتى لو كان "بعض علماء الآثار سيئون في المستقبل"، فلن يغير ذلك أبدا من هم في الحياة.
كما دفع نشطاء آخرون لتغيير الطريقة التي يعامل بها علماء الأنثروبولوجيا الجثث المكتشفة، حسبما أفاد موقع The College Fix، وهو موقع إخباري أمريكي محافظ. وأشار إلى أن مجموعة تسمى Trans Doe Task Force تسعى إلى "استكشاف الطرق التي تؤدي بها المعايير الحالية في تحديد هوية الإنسان الجنائي إلى الإضرار بالأشخاص الذين لا يتناسبون بشكل واضح مع ثنائية الجنس".
ويقترح بيان مهمة المجموعة "نهجا يوسع الجنس لتحديد الهوية البشرية" من خلال فحص الجثث التي تم العثور عليها استنادا إلى "أدلة سياقية" مثل الملابس "المشفرة إلى جنس آخر غير الجنس المحدد لها".
كما جادلت الأستاذة المشاركة في جامعة كانساس، جينيفر راف، بأنه "لا توجد انقسامات دقيقة بين الذكور والإناث جسديا أو وراثيا"، وفقا للموقع. وتقترح راف أن تحديد البقايا القديمة فقط كذكر أو أنثى هو مفهوم "الازدواجية" الذي فرضه المستعمرون المسيحيون.
وفي غضون ذلك، يحاول بعض علماء الآثار صد محاولات إدخال الحساسيات الحديثة في هذا المجال. وفي حديثها إلى The College Fix، أصرت إليزابيث فايس، أستاذة علم الآثار في ولاية سان خوسيه، على أن إلغاء تصنيفات النوع الاجتماعي كان بمثابة "تضليل بدوافع أيديولوجية" وأنه كان خطوة إلى الوراء بالنسبة للعلم.
وأوضحت فايس أن تطبيق الجنس البيولوجي على الرفات غالبا ما يساعد في تبديد الخرافات الضارة بالمرأة. وقدمت مثالا لبعض علماء الأنثروبولوجيا الأوائل الذين حددوا خطأ "الهياكل العظمية الأنثوية القوية على أنها هياكل عظمية للذكور"، ما يعزز "الصور النمطية الخاطئة بأن الإناث لا يعملن بجد مثل الذكور. وبمرور الوقت، عمل علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية وعلماء الآثار بجد لتحديد السمات التي يتم تحديدها حسب الجنس، بغض النظر عن الوقت والثقافة. وهذه السياسة الجديدة لمحو هذا التقدم هي خطوة إلى الوراء بالنسبة للعلم والنساء".
وأضافت أن "تحديد جنس بقايا الهياكل العظمية هي مهارة بالغة الأهمية في الطب الشرعي وأي تقليص لهذه المهارة سيؤثر سلبا على التحقيقات الجنائية، ما يحرم الضحايا وعائلاتهم من العدالة".
واختتمت فايس حديثها قائلة: "هذه مجرد محاولة أخرى لإدخال أيديولوجية اليقظة الحالية حيث لا تنتمي".
المصدر: RT