وبحسب الدراسة يقابل هذه الزيادة عددا أقل من الوفيات الناتجة عن التلوث من المواقد الداخلية البدائية والمياه الملوثة بالنفايات البشرية والحيوانية، وأظهرت نتائج الدراسة أن إجمالي وفيات التلوث في عام 2019 هي نفسها تقريبا لعام 2015.
ووفقا لدراسة جديدة نشرت في مجلة The Lancet Planetary Healthتستند دراسة ما قبل الجائحة إلى حسابات مستمدة من قاعدة بيانات العبء العالمي للأمراض ومعهد القياسات الصحية والتقييم في سياتل.
ويتصدر الإحصائية العالمية بعدد الوفيات الناجمة عن التلوث البلدان الأكثر عددا بالسكان في العالم، الهند والصين بحوالي 2.4 مليون وما يقرب من 2.2 مليون حالة وفاة سنويا على التوالي.
وبحسب الدارسة عندما يتم تحديد معدل الوفيات حسب معدل السكان، تحتل الولايات المتحدة المرتبة 31 بمعدل 43.6 حالة وفاة بسبب التلوث لكل 100.000، بينما تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى تحتلان المرتبة الأعلى حيث تبلغ معدلات الوفيات 300 حالة وفاة لكل 100000 شخص، أكثر من نصفهم بسبب المياه الملوثة، في حين أن بروناي وقطر وأيسلندا لديها أدنى معدلات وفيات تلوث تتراوح من 15 إلى 23 حالة لكل 100000 شخص.
وأفادت الدراسة بأن التلوث يودي بحياة نفس عدد الأشخاص كل عام في جميع أنحاء العالم مثل التدخين المباشر والسلبي مجتمعين.
قال مدير برنامج الصحة العامة العالمي ومرصد التلوث العالمي في كلية بوسطن فيليب لاندريغان: "9 ملايين حالة وفاة كثير جدا ".
وأضاف لاندريغان: "النبأ السيئ هو أن التلوث لا يتراجع، نحقق مكاسب في الأشياء السهلة ونرى الأشياء الأكثر صعوبة، وهي تلوث الهواء المحيط ،الصناعي الخارجي والتلوث الكيميائي، لا يزالان في ارتفاع."
وقالت عميدة كلية الصحة العامة بجامعة جورج واشنطن الدكتورة لين جولدمان والتي لم تكن جزءا من الدراسة: "إنها وفيات يمكن الوقاية منها، كل واحدة منها هي وفاة غير ضرورية".
وقال لاندريغان:" إنهم يعددون أمراض القلب والسكتة الدماغية وسرطان الرئة ومشاكل الرئة الأخرى ومرض السكري التي "ترتبط ارتباطا وثيقا" بالتلوث من خلال العديد من الدراسات الوبائية".
وينظر الباحثون في عدد الوفيات حسب السبب، والتعرض للتلوث الموزون على عوامل مختلفة، ثم حسابات الاستجابة المعقدة للتعرض المستمدة من الدراسات الوبائية الكبيرة التي تستند إلى آلاف الأشخاص على مدى عقود من الدراسة، واعتبر لاندريغان أن هذه الطريقة هي نفس الطريقة التي يمكن للعلماء أن يقولوا بها إن السجائر تسبب السرطان والوفيات بأمراض القلب.
واعتبر خمسة خبراء خارجيون في الصحة العامة وتلوث الهواء، لوكالة أسوشيتد برس، أن الدراسة تتبع الفكر العلمي السائد.
وقال الطبيب الأستاذ في جامعة هارفورد والذي لم يكن من المسؤولين عن الدراسة الدكتور رينيه سالاس :"قررت جمعية القلب الأمريكية منذ أكثر من عقد من الزمان أن التعرض (لجزيئات التلوث الصغيرة) مثل تلك الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري سببية لأمراض القلب والوفاة".
وأضاف سالاس: "بينما يركز الناس على خفض ضغط الدم والكوليسترول، يدرك القليلون أن إزالة تلوث الهواء وصفة طبية مهمة لتحسين صحة القلب".
وبحسب لاندريغان ثلاثة أرباع الوفيات الناتجة عن التلوث نتجت عن تلوث الهواء والجزء الأكبر من ذلك هو مزيج من التلوث من مصادر ثابتة مثل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم ومصانع الصلب من جهة ومصادر متنقلة مثل السيارات والشاحنات والحافلات.
قالت مديرة مجموعة مركز العلوم و البيئة في نيودلهي أنوميتا رويشودري:" يبلغ تلوث الهواء في نيودلهي في الهند ذروته في أشهر الشتاء، وفي العام الماضي شهدت المدينة يومين فقط عندما لم يكن الهواء ملوثًا. كانت هذه هي المرة الأولى منذ أربع سنوات التي تشهد فيها المدينة يوما بهواء نقي خلال أشهر الشتاء".
وأشار الخبراء إلى أن الوفيات الناجمة عن التلوث آخذة في الارتفاع في أفقر المناطق، وعلق رئيس معهد التأثيرات الصحية دان جرينباوم:" هذه المشكلة هي الأسوأ في مناطق العالم حيث يكون عدد السكان أكثر كثافة (مثل آسيا) وحيث تكون الموارد المالية والحكومية لمعالجة مشكلة التلوث محدودة وممتدة لمواجهة مجموعة من التحديات بما في ذلك توافر الرعاية الصحية والنظام الغذائي".
وبحسب الدراسة تسبب تلوث الهواء الصناعي عام 2000في وفاة حوالي 2.9 مليون شخص سنويا على مستوى العالم. وقالت الدراسة إنه بحلول عام 2015 وصل إلى 4.2 مليون وفي 2019 كان 4.5 مليون.
ووجدت الدراسة أن تلوث الهواء المنزلي، ومعظمه من المواقد البدائية غير الفعال، وتلوث الهواء قتل 6.7 مليون شخص في عام 2019.
ويؤدي تلوث الرصاص وبعضه من مادة مضافة الرصاص التي تم حظرها من البنزين في كل بلد في العالم وكذلك من الطلاء القديم وإعادة تدوير البطاريات وغيرها من الصناعات التحويلية، إلى وفاة 900000 شخص سنويا بينما يتسبب تلوث المياه في وفاة 1.4 مليون شخص سنويا، وقالت الدراسة إن تلوث الصحة المهنية يضيف 870 ألف حالة وفاة أخرى.
وقال ريتشارد فولر، المشارك في الدراسة ورئيس جمعية "بيور إيرث" العالمية الغير ربحية، إنه على النقيض من تغير المناخ والملاريا ومرض نقص المناعة المكتسب، فإننا لا نركز كثيرا على تلوث البيئة.
وتوصل مؤلفو الدراسة إلى ثماني توصيات لتقليل وفيات التلوث، مما يبرز الحاجة إلى مراقبة أفضل ، وإعداد تقارير أدق، وأنظمة حكومية أقوى تنظم الصناعة والسيارات.
قال فولر: "نحن نعلم تماما كيف نحل كل مشكلة من هذه المشاكل، ما ينقص هو الإرادة السياسية".
المصدر:apnews