وبتقديرات السلطات التركية فإن مجمل ضرباتها أودت بحياة ما يقارب 200 من عناصر حزب العمال أما خسائر القوات التركية التي أصبحت شبه يومية فكان آخرها مقتل اثنين من أفراد الشرطة بولاية أضنة جنوب البلاد وبموازاة العمليات العسكرية شرعت أنقرة في تعزيز إجراءاتها الأمنية عند الحدود السورية معلنة عدة مناطق عسكرية في محافظات غازي عنتاب وشرناق وكيليس.
ويبدو أن تطور المشهد الأمني في تركيا قد خلط أوراق الرئيس رجب طيب أردوغان بعد أن بات مقاتلو تنظيم داعش ومسلحو حزب العمال الكردستاني في دائرة استهداف واحدة بالنسبة للقوات التركية.
شرارة أخرى صبت الزيت على نار التوتر المستمر في تركيا مع تواصل سقوط قتلى من القوات الأمنية وتبني حزب العمال الكردستاني عددا من العمليات ردا على الغارات التي يشنها الجيش التركي ضد مواقعه شمال العراق وجنوب شرق البلاد، غارات بررتها أنقرة بأنها تهدف للقضاء على المخاطر الموجهة ضد الأمن القومي التركي والصادرة من شمالي سورية والعراق.
يضاف إلى ذلك قيام السلطات الأمنية باعتقال أعداد كبيرة قالت إنهم ينتمون لداعش وحزب العمال الكردستاني، ناهيك عن بدءها إنشاء جدار وخنادق في مناطق حدودية مع سوريا والإعلان عن عدد من المناطق الأمنية فيها.
ورغم أن تطورات المشهد التركي أخذت بعدا داخليا بعد الجدل بين الحكومة وزعيم حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرطاش إلا أن الرئيس أردوغان حذر من أن أمن بلاده والمجتمع الدولي باتا مهددين بسبب الوضع في سوريا، مشددا على أن التهم الموجهة لأنقرة حول دعمها المقاتلين الأجانب داخل سوريا لا أساس له من الصحة.
وعلى خط المواجهة حثت واشنطن حزب العمال الكردستاني على وقف العمليات العسكرية كما شجعت تركيا للبحث عن حل سياسي، حل بات رهينة الخيارات التي وضعتها أنقرة أمام الحزب، فإما السلاح أو الديمقراطية، في حين أضحت البوصلة مجهولة الاتجاه لداعش وطموحات تركيا لإقامة منطقة عازلة شمال سورية.
تعليق الكاتب والمحلل السياسي التركي كمال بياتلي من اسطنبول، ومن دمشق الباحث والمحلل السياسي أخيل عيد:
التفاصيل في التقرير المصور