كانت الحرب تقترب من دخول عامها الثالث، جحافل النازية تواصل توغلها في عمق الاتحاد السوفيتي بسرعة وتلاقي مقاومة ضعيفة، ضمن ما أطلق عليه عملية بارباروسا.
قرر هتلر في صيف عام اثنين وأربعين من القرن الماضي، فتح جبهة جديدة باتجاه جبال القوقاز جنوب الأراضي السوفييتية، مرورا بمدينة "ستالينغراد"، رمز القائد ستالين، والمدينة الصناعية والاستراتيجية على نهر الفولغا.
لم يكن قائد الجيش النازي السادس الجنرال "باولوس" يعلم أن "ستالينغراد" ستتحول في غضون شهةر إلى مقبرة لمئات الآلاف من جنوده.
وصل الألمان إلى تلة "مامايف" المشرفة على ستالينغراد بعد أربعة أيام من المعارك، فأطل النازيون ولأول مرة على نهر روسيا العظيم الفولغا.
دونت ستالينغراد اسمها كأكثر المعارك دموية في التاريخ الحديث، فبعد ستة أشهر من المعارك حولت المدينة إلى ركام على ركام، الخسائر فاقت كل التوقعات، أكثر من مليوني قتيل، ومئات آلاف الجرحى والمفقودين، واستسلام مئتين وأربعين ألف جندي وضابط نازي.
وكان دحر القوات النازية في المعركة منعطفا جديدا في الحرب، إذ أسس لأول فصل من فصول هزيمة الألمان، وتقدم الجيش السوفيتي باتجاه برلين بعد تحرير أراض شاسعة من أوروبا الشرقية.
أكثر من سبعين عاما على المعركة الأعنف في الحرب الوطنية العظمى، دعوة للتأمل والتفكير، وفي الوقت ذاته، استحضار بطولات وانتصارات، كان ثمنها غاليا جدا ليس على الاتحاد السوفيتي فحسب، بل على البشرية جمعاء.
التفاصيل في التقرير المصور