ولد دميتري خفوروستوفسكي لأب يعمل في الهندسة الكيميائية، وأم تعمل طبيبة، لكن والده كان يعشق الغناء، وكان يحوز مكتبة موسيقية تضم أساطين الغناء الأوبرالي. من هنا نشأ خفوروستوفسكي محبا للموسيقى، ودرسها في معهد الفنون بمدينة كراسنويارسك في سيبيريا.
بعد التخرج، أصبح صوليست أوبرا كراسنويارسك حتى عام 1989، حينما فاز بمسابقة "مغني العالم" التي يقيمها فرع هيئة الإذاعة البريطانية BBC في ويلز، ليتعاقد بداية من عام 1990 مع أكبر مسارح العالم: المسرح الملكي البريطاني "كوفنت جاردن" (لندن)، أوبرا بافاريا (ميونيخ)، أوبرا برلين (برلين)، أوبرا فيينا (فيينا)، مسرح ميتروبوليتان (نيويورك)، مسرح البولشوي (موسكو)، مسرح مارينسكي (بطرسبورغ)، وغيرها.
وسجل خفوروستوفسكي عددا كبيرا من الأعمال، لعل أهمها مع أوركسترا مسرح مارينسكي للأوبرا والباليه بقيادة فاليري غيرغييف (أغاني ورقصات الموت) للمؤلف الروسي الكبير، وأحد "الخمسة الكبار" موديست موسورجسكي (1839-1881)، وأوبرا "عروس القيصر" لمؤلف آخر من "الخمسة الكبار" ريمسكي كورساكوف (1844-1908)، وعددا من أغاني المؤلف الروسي غريغوري سفيريدوف (1915-1998)، فخفوروستوفسكي من أفضل من غنى لسفيريدوف.
يعد خفوروستوفسكي من أهم مغني طبقة الباريتون في تاريخ الغناء الروسي الحديث، ومن أفضل من مثل الفن الروسي والثقافة الروسية في داخل وخارج روسيا.
يقولون أن أفضل وقت لرحيل الفنان، بينما لا يزال يمتلك ما يقوله، وبينما يعمل بكل طاقته كشمعة تحترق من أجل فكرة وحيدة جاء هذا العالم من أجلها: الموسيقى.
سيظل يصدح خفوروستوفسكي بصوته الرنان، الرخيم، العميق، الواعي، الحكيم، المخترق للزمان والمكان، وحروفه المنطوقة بكل حدة ودقة، كي نسمع جميعا صوت الثقافة الروسية والإنسانية، ونتدبر في أفكار الوجود والعدم، وعلاقة الإنسان بالفن والجمال والحياة والموت.
المصدر: وكالات
محمد صالح