"يقول البابا فرانسيس: رسالتي هي الفن" هو عنوان الفيلم الوثائقي الذي عرض مؤخرا في روما، وقد صرحت مديرة متاحف الفاتيكان، باربرا ياتا، بمناسبة عرض الفيلم قائلة: "رسالة البابا فرانسيس هي فن الرحمة، فن البسطاء، فن العامة".
تم تصوير الفيلم على هيئة جولة في متاحف الفاتيكان، كنيسة القديس بطرس والساحة الملحقة به، حيث يقوم البابا في هذه الجولة بدور المرشد. واختار البابا 11 عملا تواجه "ثقافة الاستهلاك وتفكك المجتمع المنتشرة حديثا" على حد تعبيره، استنادا إلى أهمية "قيم الحياة الإنسانية والفرد في المجتمع والفكرة الإنسانية العامة، وكذلك العلاقات الإنسانية الطيبة بين كافة البشر".
يعرض البابا فرانسيس كذلك أكبر كنيسة موجودة بالقصر الباباوي (المقر الرسمي للبابا)، وهي كنيسة سيستينا التي تتضمن رسومات لفناني عصر النهضة ومايكل آنجلو (1475-1564)، وكارافاجيو (1571-1610) "التسجية في القبر".
كذلك يلفت البابا الأنظار إلى تمثالين مهديين إلى الفاتيكان، صنعا من إعادة التدوير الذي قام به الفنان الأرجنتيني المعاصر، أليخاندرو مارمو، حيث يؤكد البابا فرانسيس على أن "الفن هو الدليل الدامغ على إمكانية التجسد الرباني".
اقتبس الفيلم فكرته من كتاب يحمل نفس العنوان، كتبه بابا الفاتيكان بالاشتراك مع الكاتبة، تيتسيانا لوبي، ونشر عام 2015. يقول البابا فرانسيس عن كتابه: "لابد وأن تكون متاحف الفاتيكان مكانا جميلا ومضيافا، وأن تفتح أبوابها للعالم بأسره". كذلك أشار البابا إلى أنه "لابد وألا يكون العجز عن دفع تذكرة الدخول إلى متحف الفاتيكان عائقا أمام الجمهور لزيارته، ممن يرغبون في التعرف على العدد الضخم من المقتنيات الفنية التي يمتلكها الفاتيكان". وتابع قائلا: "لقد ظلت الكنيسة الكاثوليكية عبر قرون من الزمان أحد أهم رعاة الفنون، وسوف تعود للعمل والتنسيق بشكل وثيق مع الفنانين المعاصرين". كذلك يرى البابا "إمكانية استخدام قوة الفن في نشر الفكر المسيحي".
ووفقا لراديو الفاتيكان، فإن بابا الكنيسة الكاثوليكية يرى أنه "يتعين على الكنيسة أن تستخدم وسائط الفن المعاصر في التبشير". وفي عظته الشهرية المسجلة، خاطب بابا الفاتيكان الفنانين، أو من يسميهم البابا "حراس الجمال" بقوله: "يعبر الفن عن جمال الإيمان وعظمة إبداع الخالق، وهنا تكمن رسالة كل فرع من فروع الفن: العمارة والرسم والموسيقى والرقص والأدب". كما يطلب البابا الصلاة من أجل فناني هذا العصر، حتى "يستطيعوا من خلال إبداعاتهم مساعدة البشر في التعرف على جمال الخلق والتكوين".
وكان البابا قد طرح فكرة مشابهة أثناء اجتماع الأكاديمية البابوية، حينما قال إن "مهمة الفنانين هي المساعدة في تألق الجمال حيث يسود القبح، فالجمال يضمد كثيرا من الجراح".
المصدر: تاس
محمد صالح