وقال الكاتب في تصريحات لـRT: "اليوم، تم تجميع سنواتٍ طويلة من البحث والتنقيب وصياغة فرضيات جديدة حول مقبرة نفرتاري في إصدار واحد، بعنوان: "مصر القديمة: إعادة البناء ثلاثية الأبعاد وفك شفرة برنامج الزخارف الجدارية في مقبرة نفرتاري".
يهدف هذا الكتاب، إلى جانب الجولة الافتراضية المصاحبة له، إلى غمر القارئ في أعماق التاريخ، وتعريفه بكيف كان القدامى المصريون ينظرون إلى العالم من حولهم، وكيف تخيّلوا طريقهم إلى "الحياة الأبديّة".
ويشير المؤلف إلى أن هذا العمل يُعدّ أول تجربة له في إعادة بناء نصوص المقابر المصرية وترجمتها. كما يطلع القارئ على التحديات والمنهجيات المستخدمة في الحفاظ على المقبرة الملكية، ويشرح بالتفصيل المخاطر التي تهدّد سقوط الزخارف الملونة، والجهود المبذولة لمنع ذلك.
يُذكر أنه في مارس 2024، أُغلقت المقبرة أمام الزوار لإجراء تحليل دقيق لحالة الجدران، وتحديد المناطق الهشّة وتوثيقها.
وقد أُجريَت دراسات فنية وتقنية معمّقة على الحالة الإنشائية للمقبرة من قِبل لجنة متخصصة من المجلس الأعلى للآثار المصري، والتي ستقرر – بناءً على نتائجها – ما إذا كان بالإمكان إعادة فتح المقبرة أمام الزوّار.
وحتى الآن، صدر الكتاب باللغة الروسية فقط، غير أن المؤلف يأمل أن يلقى عمله اهتمامًا دوليًّا يمكّنه من تقديمه قريبًا للقراء الناطقين بلغات أخرى.
ويُعدّ هذا الإصدار مصدرًا قيّمًا ومثيرًا للاهتمام لجمهور واسع، بدءًا من طلاب المدارس، مرورًا بعشّاق التاريخ، ووصولًا إلى المؤرخين والمتخصّصين في علم المصريات.
وفي الختام، يعبّر المؤلف عن سعادته البالغة برغبته في مواصلة تراث الصداقة والتعاون الروسي–المصري، بل والأهم من ذلك، في استمرار تقاليد أقدم وأعمق: تقاليد الحفاظ على الحكمة والإرث الثقافي الإنساني، التي نشأت لأول مرة في أرض مصر الخالدة.
ولهذا السبب، يرغب أندريه بلّكسيـن في أهدَاء نسخة من كتابه إلى مكتبة الإسكندرية، رمزًا لاستمرار هذا الجسر الثقافي والعلمي بين بلدين عظيمين. ليزداد التواصل بين شعوبنا قوةً وعمقًا، ولتبقى روابط المعرفة والأصالة شاهدة على تعاون يمتدّ عبر الأزمنة.
المصدر: RT