ويعد الفنان الراحل المولود في مدينة سلا غربي المملكة، أحد أعمدة الفن الغنائي المغربي حيث ترك بصمة لا تمحى في مسيرة فنية امتدت لعقود مثريا الأغنية المغربية بأعمال إبداعية خالدة.
وحمل بن عبد السلام خلال حياته لقب "سيد الأغنية المغربية الزجلية" ووقع حوالي 250 عملا موسيقيا أداها فنانون بارزون مثل إسماعيل أحمد وعبد الوهاب الدكالي، ونعيمة سميح وبهيجة إدريس ومحمد الإدريسي.
محمد بن عبد السلام ترك وراءه إرثا غنيا من الألحان التي أسهمت في تعزيز الهوية الموسيقية الوطنية، وعلى الرغم من اعتزاله الغناء والتلحين منذ عام 1992 إثر حادثة سير أقعدته عن العمل الفني إلا أن تأثيره لا يزال حاضرا في ذاكرة الفن المغربي.
مسيرته
بدأت رحلة محمد بن عبد السلام الفنية عام 1952 مع أولى أغانيه "في الدرب" التي غناها ولحنها بنفسه، تبعتها أغنية "يا لخاطف عقلي" من كلمات الفنان محمد حسن الجندي.
وقد التحق في العام نفسه بجوق "راديو ماروك" بالرباط مما أتاح له فرصة التميز والتألق في الساحة الفنية.
وفي عام 1953 كان أحد مؤسسي الجوق العصري للإذاعة الذي مثل نقطة تحول كبيرة في مسيرته الموسيقية.
وأسس بن عبد السلام في بداية مسيرته جوق "الاتحاد السلاوي" الذي نظم حفلات في مختلف المدن المغربية، وساهم بشكل بارز في إدماج المطربين في الأوبريتات الغنائية.
ومن أبرز أعماله في هذا المجال أوبريت "مشروع بورقراق" ومحاورات غنائية مثل "التيلفون" و"أنت هاني".
كما تولى قيادة جوق المنوعات للإذاعة المغربية وساهم في برامج إذاعية بارزة مثل "للأذن ذاكرة" و"سمر".
ولم يكن بن عبد السلام مجرد ملحن بل كان مكتشفا للمواهب أيضا وكان وراء شهرة العديد من الفنانين مثل بهيجة إدريس، وأمينة إدريس، ومحمد الإدريسي، ونعيمة سميح، وإسماعيل أحمد.
ومن أشهر أعماله: أغنية "الظروف" لعبد الهادي بلخياط، و"سولت عليك العود والناي" لإسماعيل أحمد، و"البحارة" لنعيمة سميح.
كما ساهم في دعم الفنان عبد الوهاب الدكالي في بداياته الفنية من خلال ألحان بارزة مثل "يالغادي فالطوموبيل" و"مول الخال"، وكان أيضا وراء نجاح أغنية "سيد القاضي" لبهيجة إدريس و"بلا محبة ما تكون عداوة".
المصدر: وسائل إعلام مغربية