ولم يهتم العلماء بدايةً بالقطعة المعدنية القديمة. ولكن عندما قاموا بتنظيفها وبدأوا في تصويرها من أجل إحضارها إلى المتحف، ظهرت الحروف فجأة على اللوحة. وهي الآن تثير ضجة كبيرة في علم اللغة وعلم الآثار. ولعلها تشكل أقدم نقش سيريلي عرفه العلم.
وهي ذات أهمية خاصة بالنسبة لروسيا والدين الأرثوذكسي، لأنها مرتبطة مباشرة بتاريخ اللغة الروسية كون الأبجدية الروسية والبيلاروسية والبلغارية والصربية وغيرها قائمة على الخط السيريلي.
يذكر أن قلعة بالاك ديري العسكرية كانت موقعا أماميا للجيش البلغاري في عصر حكم القيصر سمعان الكبير (893-927)، وتنتمي اللوحة التي تحمل النقش السيريلي إلى هذا العصر. وغالبا ما كان المحاربون، حسب المؤرخين، يرتدون مثل هذه اللوحات حول الرقبة قبيل المعركة كتعويذة تحمي من الموت والإصابة والمرض.
وتخص التميمة من (بالاك ديلي) جنود الحامية البلغارية بالقلعة، ويرجح أنها صُنعت بين عامي 916 و927 م. وحسب إيفايلو كانيف، عالم الآثار وكبير أمناء المتحف التاريخي الوطني البلغاري، الذي أشرف على الحفريات اتضح ذلك من خلال أسلوب كتابة الأحرف والطبقة الأثرية التي عثر فيها على اللوحة.
وقال إن النص كبير، بطول سبعة أسطر، وهذا الاكتشاف فريد من نوعه ويذكر شخصيْن هما بافيل ونيقولا. وعلى الأرجح، كانا محاربيْن خدما في القلعة. والنقش عبارة عن صلاة للقديس ديمتريوس من مدينة ( تسالونيكي)، الذي كان يعتبر الراعي السماوي للجنود البلغاريين الأرثوذكس في معاركهم مع جيرانهم.
وتمت كتابة النص بعد وقت قصير من إنشاء الأبجدية السيريلية. وقد ظهرت هذه الأبجدية، التي شكلت أساسا للغة الروسية الحديثة عام 960 م. وكانت بلغاريا هي التي أصبحت في البداية مركزا لانتشار الكتابة السلافية.
المصدر: تاس