وتسعى إيمي لإدراج الرقص الشرقي المصري ضمن تصنيفات التراث الشعبي غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، ليتم الاعتراف به كتراث مصري أصيل على مستوى العالم.
ويهدف المشروع الثقافي لتقديم أرشيف مصور ومكتوب ومسجل لكافة أنواع الرقص الشرقي على مستوى محافظات وقرى مصر عبر الاستعانة بلجنة من الأساتذة الخبراء في التاريخ والفنون والأرشفة بعمل رحلة استكشافية في أنحاء مصر لتسجيل كافة أنواع الرقص الشعبي، سواء في الأفراح أو الاحتفالات الدينية والتقليدية من الصعيد للقاهرة لأسوان للإسكندرية مرورا بجميع القرى ودهاليز مصر الشعبية.
وبدأت إيمي في تجميع أرشيف مصور للرقص المصري الشعبي لتقديمه ضمن ملف رسمي يحمل اسم مصر، يتم تقديمه لمنظمة الأمم المتحدة أملا في الاعتراف بفن الرقص الشرقي كنوع من التراث المصري، انتصارا لتاريخ هذا الفن العريق الذي وضعت مصر حجر أساسه في العالم العربي.
وقالت الراقصة المصرية إيمي سلطان لصحيفة "الغارديان" البريطانية: "ما نشهده اليوم هو حصر الرقص في الملاهي والبارات، حيث أصبحت الأسرة المصرية العادية بعيدة عن هذه العروض حتى لو ذهبت للمسارح الفنية".
وأوضحت سلطان أنه ينظر إليهن (الراقصات) في كثير من الأحيان على أنهن عاملات جنس أكثر من كونهن فنانات.
وتناشد إيمي سلطان وزارة الثقافة المصرية وكافة الهيئات الثقافية للمساعدة في دعم ملف مصر في اليونسكو ليتم الاعتراف عالميا بهذا الفن كتراث شعبي مصري، أسوة بما حققته مصر من قبل بتسجيل فن التحطيب كتراث مصري في اليونسكو، وما فعلته بلاد المغرب عبر نجاحها في تسجيل موسيقى الجناوة كتراث مغربي.
وولدت سلطان في سنغافورة وبدأت مسيرتها برقص البالية، ومن ثم انتقلت إلى الرقص الشرقي عام 2014. وتدير سلطان مدرسة لتعلم الرقص بأسلوب النجوم من "العصر الذهبي" للسينما في مصر، مثل سامية جمال ونعيمة عاكف، وذلك للابتعاد عن الأنماط الجنسية الموجودة في النوادي الليلية، على حد قولها.
كما درست سلطان هندسة الديكور في بريطانيا وتابعت شغفها بالرقص بداية من دراسة الباليه في مصر قبل أن تقرر احتراف الرقص، وحققت شهرة عالمية بتخصصها في هذا الفن المصري عبر تقديمها محاضرات تعليمية للرقص في جامعة نيويورك الأمريكية، وتستعد حاليا لبناء أول أكاديمية لتعليم الرقص الشرقي مع تحضير مشروع موسيقي استعراضي عالمي يرتكز على إحياء أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم بشكل عرض موسيقي يقدم في أنحاء أوروبا وصولا لمصر.
المصدر: الغارديان + وسائل إعلام مصرية