ولد الراحل في قرية صفورية عام 1942 شمال فلسطين، ولم يكمل عامه السادس حتى اكتوى بنيران النكبة التي جعلته لاجئا في لبنان، أولا ثم لينتقل للعيش في سوريا.
وعن مرحلة اللجوء يقول أبو القاسم إنه وعلى الرغم من مغادرته فلسطين وقريته صفورية في السادسة من عمره، إلا أنه عندما زارها قبل سنوات قليلة بدعوة من وزارة الثقافة الفلسطينية، شعر بأنه سيعود إليها مجدداً، وأنه سيتمكن من زيارة كل مدنها، مضيفًا أنه وخلال زيارته لكنيسة المهد، دخل وقت الصلاة فاستأذن الكاهن ليجيب الأخير، قائلا: "هذا بيت الله صلِّ كما شئت"، فقام أبو القاسم بأداء صلاة العصر داخل الكنيسة.
وقال إنه وخلال رحلة النزوح من فلسطين إلى بنت جبيل في لبنان، ومنها إلى دمشق، كان أكبر إخوته وكان في السادسة من عمره، واضطر لأن يتسوّل مع غيره من الأطفال ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة، وبعدما وصل إلى الشام عمل بائعاً للحلويات، ودخل المدرسة ليبدأ مشواره مع المسرح المدرسي.
وينظر الوسط الفني في سوريا والعالم العربي إليه بوصفه صاحب تاريخ مسرحي عريق واقتراحات وأفكار بناءة في مجال التلفزيون والمسرح.
كانت بداياته الفنية في في المسرح حيث يروي بنفسه عن ذلك بالقول: "بدأت العمل في المسرح المدرسي عام 1954 وتحديداً في مدارس دمشق الابتدائية ومنها إلى الإعداد في مدرسة الصناعة".
ثم تنقل في عدد من الفرق السورية المحلية، ومنها الفرقة السورية للتمثيل، نادي الأزبكية، النوادي التي كانت تابعة لوكالة الغوث في المخيمات الفلسطينية. ثم انضم إلى فرقة مسرحية لحركة فتح، وكان اسمها فرقة فتح المسرحية، والتي أصبح اسمها لاحقا فرقة المسرح الوطني الفلسطيني.
وحول عشقه للمسرح وحرصه على تقديم مسرحيات جديدة كل موسم قال أبو القاسم قبل سنوات طويلة من رحيله، إن المسرح كان له الفضل الأكبر في صقل شخصيته كممثل فقد منحه أن يكون من نجوم الصف الأول من الفنانين السوريين والوطن العربي، مضيفا "أنا أقتدي بقول نابليون بونابرت: أعطني مسرحا أعطيك شعبا".
وفي التلفزيون سجل علامات فارقة، ولاسيما في المسلسلات التاريخية التي شارك في العشرات منها، ولعل أبرزها مسلسل "الجوارح" الذي لعب فيه دور ابن الرومية، الحكواتي بصوته الجهوري وأدائه الفائق الاتقان.
وعن سبب قلة أعماله الكوميدية رغم ميله للمرح أكد أبو القاسم أكثر من مرة أن معظم ما يقدّم من كوميديا في العالم العربي ليس راقيا، باستثناء عبد السلام النابلسي، وياسر العظمة، وعادل إمام، ودريد لحام، فيما لا يحبّذ الكوميديا التي تعتمد فقط على إضحاك المشاهد، قائلا إن اسماعيل ياسين كان مهرّجا، وفؤاد المهندس لم يضحكه يوما.
في الحياة، كما الفن، كان الراحل وفيا لقناعاته، وخياراته الشخصية والفنية، ولعل هذا ما سيخلد ذكراه في وجدان عشاق فنه.
المصدر: RT