كما نفت الوزارة اعتماد ألمانيا على إمدادات الغاز القادمة من روسيا، لتدحض بذلك تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن "ألمانيا باتت أسيرة لدى روسيا بسبب إمدادات الغاز".
ووفقا لوزارة الخارجية الألمانية فقد بلغت حصة الغاز الروسي من إجمالي إمدادات البلاد من الوقود الأزرق نحو النصف.
وفي نهاية 2017، سجلت إمدادات شركة الغاز الروسية "غازبروم" إلى أوروبا مستويات قياسية تاريخية، حيث نمت بنسبة 8% مقارنة بمستواها في 2016. وتعد ألمانيا أكبر أسواق الغاز الروسي في أوروبا، حيث بلغت وارداتها من الغاز الروسي قرابة 53.4 مليار متر مكعب.
وهذا المستوى القياسي ليس سقفا لطموحات روسيا، فحسب توقعات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك فإن أوروبا ستزيد خلال السنوات الخمس القادمة استيراد الغاز الروسي بواقع 100 مليار متر مكعب، في ظل نمو الاستهلاك وتراجع إنتاج الغاز في أوروبا.
ويأتي ذلك في وقت تدق وزارة الطاقة في الولايات المتحدة، التي تسعى دخول سوق الغاز الأوروبية، ناقوس الخطر.
وخلص تقرير لوزارة الطاقة الأمريكية بعد تحليل سوق الطاقة حتى عام 2050، إلى أن أوروبا لن تستطيع خلال السنوات العشرين القادمة الاستغناء عن الغاز الروسي، رغم تنوع إمدادات الطاقة.
ولتأمين إمدادات غاز مستقرة من روسيا إلى أوروبا، تقوم موسكو بتنفيذ مشروعين جديدين للغاز، الأول "السيل التركي"، والذي يهدف لمد أنبوب غاز من روسيا عبر قاع البحر الأسود إلى تركيا، مع إمكانية مد أنبوب ثاني عبر الأراضي التركية إلى أوروبا، في حال الحصول على ضمانات أوروبية.
أما المشروع الثاني فهو "السيل الشمالي-2"، ويهدف لمد أنبوب لضخ الغاز من روسيا عبر قاع بحر البلطيق إلى ألمانيا، وتشارك فيه عدة شركات عالمية منها "غازبروم" الروسية التي تمتلك 50% منه.
ويلقى "السيل الشمالي-2" معارضة من قبل الولايات المتحدة، التي تسعى لتصدير الغاز المسال إلى أوروبا، وهددت واشنطن مرارا بفرض عقوبات على المشروع التجاري، وذلك في خطوة وصفها الخبراء بأنها تهدف للحد من منافسة الغاز الروسي للأمريكي في أسواق الطاقة الأوروبية.
المصدر: "نوفوستي"