اعتمدت روسيا في نهاية شهر مايو الماضي مشروع قانون لمواجهة العقوبات الأجنبية، ويخول القانون الرئيس والحكومة باتخاذ إجراءات للرد على التدابير غير الودية للدول الأجنبية، والإجراءات يمكن أن تكون:
- إنهاء أو تعليق التعاون بين روسيا الاتحادية والدول الأجنبية، التي اتخذت سلوكا عدائيا ضد روسيا، بما في ذلك الشركات والمنظمات التابعة لهذه الدول.
- حظر استيراد المنتجات والسلع من الدول الأجنبية غير الودية، على أن تقوم الحكومة بتحديد قائمة هذه المنتجات، وبشرط ألا تشمل القائمة سلعا أساسية ليست لها بدائل في روسيا أو دول أخرى.
- حظر حكومات هذه الدول وشركاتها من المشاركة في مشاريع حكومية في روسيا، أو تقديم خدمات لكيانات في روسيا، كذلك منعها من المشاركة في خصخصة الممتلكات الحكومية بروسيا.
التجارة والصناعة!
رغم نمو التبادل التجاري بين روسيا والولايات المتحدة بنسبة 20% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، إلا أنه ما يزال عند مستوى متدن هو 16.9 مليار دولار، مقارنة بتجارة روسيا مع دول أخرى مثل الصين، التي بلغت العام الماضي 87 مليار دولار.
ووفقا لبيانات رسمية، فإن ثلث صادرات روسيا إلى أمريكا هي أخشاب ومنتجات كيميائية ومعدات ومحركات الصواريخ الفضائية ومعادن، أبرزها معدن التيتانيوم، الذي تستخدمه "بوينغ" في صناعة طائراتها.
في حين تستورد روسيا من الولايات المتحدة آلات ومعدات تكنولوجية (43% من إجمالي الصادرات الأمريكية إلى روسيا)، ومنتجات كيميائية (16.5%)، ما يعني أن المنتجات الصناعية تستحوذ على الحصة الأكبر في التجارة بين البلدين.
ورغم أن ميزان التبادل التجاري يصب في مصلحة روسيا بقيمة 10 مليارات دولار، إلا أن الولايات المتحدة بسبب انتهاجها سياسة العقوبات ضد روسيا مرشحة لأن تخسر سوقا بقيمة 7 مليارات دولار، وهي قيمة الصادرات الأمريكية إلى روسيا.
كذلك فإن قطع موسكو لعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة يصب في مصلحة روسيا كون منتجات الصلب والألومنيوم تستحوذ على حصة كبيرة من صادرات روسيا إلى السوق الأمريكية، وهاتان المادتان فرضت واشنطن عليهما رسوما جمركية مرتفعة.
وقدرت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية أضرار البلاد من فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسوما على استيرادات الصلب والألومنيوم من روسيا، بنحو 3 مليارات دولار.
الطيران
كذلك فالعقوبات الأمريكية الجديدة من الممكن أن تطال الناقلة الروسية "أيرفلوت"، حيث قد تحظر واشنطن رحلاتها إلى الولايات المتحدة، ورغم أن شركات الطيران الأمريكية لا تنفذ رحلات إلى روسيا، إلا أنها تستخدم المجال الجوي الروسي للعبور نحو دول أخرى.
ووفقا لوكالة "بلومبرغ"، نفذت الشركات الأمريكية 15 ألف رحلة عبر المجال الجوي الروسي في 2017، من أصل 55 ألف رحلة عبور نفذتها شركات الطيران الأجنبية ككل.
وفي حال فرضت روسيا حظرا على عبور الطائرات الأمريكية، فسيكبد ذلك الشركات الأمريكية تكاليف إضافية، حيث ستنفذ رحلات أطول لتفادي الطيران في أجواء روسيا أو ستضطر لإلغاء هذه الوجهات ما سينعكس سلبا على أعمالها.
وعن الرد الروسي على العقوبات الأمريكية الجديدة، فقد أعتبرها رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، أنها بمثابة إعلان "حرب اقتصادية" ضد بلاده، مؤكدا أن موسكو سترد عليها بكل الوسائل.
ووصف الكرملين الإجراءات الأمريكية بغير القانونية وغير الودية، بدورها قالت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستعمل على اتخاذ إجراءات جوابية.
أما النائب الأول لمندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، فقد وصف العقوبات الأمريكية بـ "مسرح العبث"، وقال: "هناك قاعدة واحدة فقط وهي اتهام روسيا، لذلك أهنئ الأمم المتحدة على (الولايات العقابية الأمريكية !)".
وكانت واشنطن قد أعلنت، الأربعاء الماضي، عن فرض عقوبات جديدة على موسكو على شكل حزمتين، بسبب تورطها المزعوم في قضية تسميم سكريبال بـ"سلاح كيميائي". وستدخل الحزمة الأولى حيز التنفيذ في 22 أغسطس، وتشمل حظر توريد الأجهزة الإلكترونية وقطع الغيار ذات الاستخدام المزدوج (مدني وعسكري) إلى روسيا.
على أن تطبق الحزمة الثانية بعد 3 أشهر، أي في نوفمبر القادم، إذا لم تقدم روسيا ضمانات بأنها "لن تستخدم السلاح الكيميائي مستقبلا"، وستشمل هذه الحزمة خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، وحظر رحلات الناقلة الروسية "أيروفلوت" إلى الولايات المتحدة، فضلا عن تقليص حجم جميع الصادرات والواردات بين البلدين بشكل كبير.
المصدر: وكالات