تمتد العلاقات الروسية – السعودية إلى الحقبة السوفيتية، حيث كان الاتحاد السوفيتي الدولة الأولى غير العربية، التي اعترفت في العام 1926 بالمملكة دولة مستقلة. واستمرت العلاقات بين البلدين منذ ذلك التاريخ، ولم تتغير بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
وأثمرت الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين في تعزيز التعاون، وخاصة بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العام 2015 لروسيا، فقد أعطت دفعة قوية للعلاقات.
تبادل تجاري متواضع
شهدت العلاقات الروسية السعودية في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا، ويسعى البلدان لتكثيف حجم التبادل التجاري، الذي من المتوقع أن يتجاوز مستوى الـ10 مليارات دولار في العقد المقبل.
ورفعت المملكة وروسيا حجم التبادل التجاري بينهما في السنوات الأخيرة، إلا أنه ما يزال لا يتماشى مع إمكانات البلدين، فقد بلغ العام الماضي، بحسب بيانات موقع "ITC Trade"، نحو نصف مليار دولار، منها 350 مليون دولار صادرات روسيا إلى السعودية، مقابل واردات بقيمة 150 مليون دولار.
يشار إلى أن أهم السلع، التي صدرتها روسيا إلى السعودية في عام 2016 كانت مواد زراعية وغذائية بنحو 245 مليون دولار، ثم منتجات كيميائية بقيمة 45.5 مليون دولار. بينما، أبرز السلع التي وردتها المملكة إلى روسيا كان البلاستيك ومصنوعاته.
واحتلت السعودية، في العام الماضي المرتبة الـ60 في ترتيب الدول التي صدرت لها روسيا بضائع وسلعا من حيث القيمة، فيما جاءت روسيا في المرتبة الـ82 في قائمة الدول التي تصدر لها المملكة.
توافق في سوق الطاقة
يميز العلاقات بين البلدين تعدد المصالح المشتركة، لاسيما في القطاع النفطي، فكلا البلدين يعتبر من أكبر المؤثرين الرئيسين في سوق النفط العالمية، وهذا جعل التقارب بين روسيا والسعودية قضية مهمة.
عززت موسكو والرياض مواقفهما في سوق النفط بتوقيع بيان مشترك في سبتمبر/أيلول 2016 يقضي باتخاذ إجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط، التي تعاني من تخمة مفرطة في المعروض.
وأثمر هذا التعاون بتوصل مجموعة من منتجي الخام في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى توقيع اتفاق فيينا النفطي القاضي بتقليص إنتاجهم بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا. وبفضل هذا الاتفاق صعدت الأسعار بنسبة 16%.
صفقات
كشف صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي عن توقيع 9 صفقات استثمارية بين روسيا والسعودية بقيمة مليار دولار في قطاعات مختلفة، تشمل البنية التحتية والبتروكيماويات وقطاعات أخرى.
وكانت المملكة ورسيا قد أطلقتا بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا في عام 2015، صندوقا استثماريا مشتركا بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل مشاريع مختلفة في روسيا.
وأثمرت هذه الشراكة، بحسب ما أعلنه كيريل دميترييف رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي عن 9 صفقات استثمارية تبلغ قيمتها مليار دولار، سيعلن عنها خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين.
ولم يكشف دميترييف تفاصيل هذه الصفقات، فقد اكتفى بالقول إن موسكو والرياض ستكشفان عن اتفاق "كبير" في قطاع البنية التحتية هذا الأسبوع مع استثمار المملكة في الطرق الخاضعة لرسوم في روسيا، بما في ذلك العاصمة موسكو.
بدوره أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن شركة "سيبور" للبتروكيماويات الروسية و"أرامكو" السعودية تعتزمان توقيع مذكرة تفاهم لبناء مصنع لإنتاج الكيماويات من الغاز في المملكة.
صندوق روسي سعودي للاستثمار في الطاقة
مع توجه الرياض للاستثمار في روسيا، يتطلع البلدان لتوسيع تعاونهما في مجال الطاقة، وفي هذا الإطار سيكشف خلال زيارة العاهل السعودي إلى روسيا عن صندوق استثماري جديد لتمويل مشاريع طاقة بقيمة مليار دولار.
يضاف للصندوق الحالي البالغة قيمته 10 مليارات دولار، وسيتخصص الصندوق الجديد في الاستثمار بمشاريع للطاقة، وتحديدا في الخدمات النفطية، ومن المخطط أن يمنح عملاق الطاقة السعودي "أرامكو" الشركات الروسية في إطاره عقود خدمات وتوريد معدات.
المصدر: وكالات
فريد غايرلي