أصبح من الواضح أن الغاز الطبيعي المسال يعتبر سلاحا فعالا في يد قطر، أكبر دولة منتجة له في العالم، تشهره لتخفيف الضغط عنها في الأزمات السياسية.
وأثار قطع دول الجوار علاقاتها الدبلوماسية ووسائل المواصلات مع الدوحة، مخاوف الدول الغربية بشأن احتمال انخفاض إمدادات الطاقة في تلك المنطقة الحيوية نتيجة تكدس الشحنات المحملة بالغاز في الموانئ وعدم السماح لها بالمرور عبر المياه الإقليمية لدول الخليج المقاطعة لقطر.
إلا أن إعلان قطر صمودها في وجه الحصار وزيادة إنتاج الغاز بنسبة 30%من حقل الشمال العملاق، الذي تتقاسمه مع إيران، بنسبة 20%، سيزيد تخمة المعروض في السوق التي تشهد منافسة أيضا من جانب أستراليا والولايات المتحدة وروسيا.
وفي ظل تكاليف الإنتاج المنخفضة وقرب منشآت الغاز الطبيعي المسال القطرية من المشترين في أوروبا وآسيا فإن الخطوة القطرية قد تجعل من الصعب على المنتجين الأمريكيين بيع الغاز المسال لديهم بأسعار تنافسية وقد تجد المشاريع التي ما زالت بحاجة إلى التمويل صعوبة في العثور على مستثمرين.
وحتى الآن تقتصر صادرات الغاز المسال الأمريكية على شركة واحدة هي "تشينيير إنرجي" لكن هناك مشاريع مقترحة طاقتها الإجمالية نحو 150 مليون طن سنويا.
التعاون مع إيران
وتسببت تخمة المعروض من الغاز الطبيعي المسال بانخفاض الأسعار، إذ تراجعت الأسعار الفورية في آسيا أكثر من 40% هذا العام إلى 5.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وبنسبة 70% من ذروتها في 2014.
وحتى الآن يقدم معظم الغاز الطبيعي المسال بموجب عقود طويلة الأجل بين المنتجين والمستهلكين لا تتيح مرونة تذكر وفي الكثير من الحالات تمنع المستوردين أيضا من إعادة بيع الشحنات.
وقال أوليفر ساندرسون، محلل الغاز في تومسون رويترز "يتعلق الأمر أيضاً بعزم إيران زيادة الإنتاج في حقل بارس الجنوبي مما يعني إمكانية أن يزيدوا الإنتاج من جانبهم من الحقل (حقل الشمال) دون الإخلال بالتوازن الجيولوجي للحقل".
ويقول بعض الخبراء إنه في حين تتهم دول خليجية قطر بالتعاون مع إيران فإن إجراءاتهم العقابية قد تدفع الدوحة صوب مزيد من التعاون مع طهران في إنتاج وتصدير الغاز من الحقل المشترك، وهذا يعني أن الدوحة بحاجة لمساعدة طهران أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن تكلفة إنتاج الغاز المسال في قطر هي من بين الأقل في العالم.
المصدر: وكالات
ناديجدا أنيوتينا